فاطمة تطلب خادمة من الرسول لكي تساعدها والرسول لا يعطي فاطمة ما طلبت
( إن
فاطمة الزهراء من خلال سيرتها الذاتية هذه تعطي الفتاة المسلمة أعظم درس في الحياة ، يؤدي بها إلى سلوك الصراط المستقيم لتعيش في ظلال رحمة
الله سبحانه .
أجل .. إن
فاطمة تعلم المرأة كيف تصبح فتاةً مسؤولية ... ، تتحمل مسؤولية الأسرة ، والمجتمع في ثقة وشجاعة .
ونعلم من سيرة
الزهراء أنها لما أرهق بدنها الكدح والنضال ، وأتعبها الطحن بالرحي ، جاءت أباها تمشي على استحياء ، تطلب منه خادمةً تساعدها على تخفيف أعباء المنزل ، وثقل الحياة العائلية التي كانت تكابدها ليلاً نهاراً ، علّها تخفّف عنها بعض همومها . وقفت بين يدي أبيها رسول
الله ، مطرقةّ برأسها حياة بعد أن سلمت
عليه ، فرد عليها السلام ، وكان من عادته أنه إذا أقبلت
عليه فاطمة ، كان يقوم إجلالاً لها ويقبل يدها ثم يجلسها في مجلسه ، فجلست وهي مطرقة برأسها إلى الأرض ، وما كادت تجلس في مكانها ، حتى سألها الرسول الأعظم قائلاً : ما جاء بك ... وما حاجتك أي بنية ؟ فغلبها الحياء ولم تتمكن من سؤال النبي ، فقالت : جئت لأسلم عليك .. وبعد لحظات قامت فودعها النبي ، ورجعت إلى دارها دون أن تحقق هدفها الرامي إلى طلب فتاة لخدمة المنزل .
وبعد هذا اللقاء بأيام وجدت
فاطمة نفسها لا تستطيع مواصلة العمل دون وجود فتاة إلى جانبها في البيت ، فقررت أن تشكو حالها إلى أبيها الحبيب المصطفى لعله هذه
المرة يلبي نداءها ، ويستجيب لدعوتها ، خصوصاً وقد انتصر المسلمون في معارك الجهاد ، فاحرزوا غنائم كثيرة وأموالاً عظيمة .. فقامت
فاطمة الزهراء عليها السلام من ساعتها ، وأتت أباها النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وطلبت منه خادمة ، فقال لها : يا
فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم وم الدنيا وما فيها .
قالت : وما ذلك يا رسول
الله ؟
قال : « تكبّرين
الله بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وتحمدين
الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة ، وتسبحين
الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، ثم تختمين ذلك بلا إله إلاّ
الله ، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها » (1) .
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك