هذه قصة المثل الشهير ”
أكلت يوم أكل
الثور الأبيض “
يحكى أن أسدا وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران ؛ أسود وأحمر وأبيض ، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم …
ذهب الأسد وفكر بطريقة ليصطاد هذه الثيران خصوصاً أنها معاً كانت الأقوى ، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما : ” لا خلاف لدي معكما ، وإنما أنتم أصدقائي وأنا أريد فقط أن آكل
الثور الأبيض كي لا أموت جوعاً … أنتم تعرفون أنني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكم أنتم بل هو فقط ” .
فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً ؛ ودخل الشك في نفوسهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا : ” الأسد على حق ، سنسمح له بأكل
الثور الأبيض ” .
نقل الثوران الرسالة بنتيجة قرارهما وأخبراه بأنه يستطيع الهجوم على االثور
الأبيض الآن ، فعل ملك الغابة بسرعة وافترس
الثور الأبيض وقضى ليالي شبعاناً فرحاً بصيده .
مرت الأيام … وعاد الأسد لجوعه فتذكر مذاق لحم
الثور وكمية الإشباع التي فيه ، فعاد إليهما وحاول الهجوم فصداه معاً ومنعاه من اصطياد أحدهما بل ضرباه بشكل موجع .. فعاد إلى منطقته متألماً متعباً منكسراً .
قرر الأسد استخدام نفس الحيلة القديمة ، فنادى
الثور الأسود وقال له : ” لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى
الثور الأحمر ؟ ” .
قال له الأسود : ” أنت قلت هذا عند أكل
الثور الأبيض ” .
فرد الأسد : ” ويحك أنت تعرف قوتي وأنني قادر على هزيمتكما معاً ، لكنني لم أرد أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض ” .
فكر
الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة …
في اليوم التالي اصطاد الأسد
الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان …
مرت الأيام وعاد وجاع …
فهاجم مباشرة
الثور الأسود وعندما اقترب من قتله .. صرخ
الثور الأسود : ”
أكلت يوم أكل
الثور الأبيض ” ..
احتار الأسد فرفع يده عنه وقال له : ” لماذا لم تقل
الثور الأحمر ، فعندما أكلته أصبحت وحيداً وليس عندما
أكلت الثور الأبيض ” .
فقال له
الثور الأسود : ” لأنني منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذي يحمينا معاً ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة ،فعندما أعطيت الموافقة على أكل
الثور الأبيض أعطيتك الموافقة على أكلي ” .
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك