لم يكن الشيخ
خليفة بن حمد آل ثاني يعلم و هو يغادر قطر إلى سويسرا في رحلة استجمام كعادة شيوخ قطر الذين يهربون من حر صيف الخليج إلى أوروبا، أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة كان الأخير، وأن ابنه حمد الذي انحنى ليقبل يد
والده أمام عدسات التلفزيون كان قد انتهى من وضع اللمسات الأخيرة لخطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم!
ففي صبيحة يوم الثلاثاء سابع وعشرين يونيو من العام
1995 قطع التلفزيون القطري إرساله لإذاعة البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه.
المشاهد التي عرضت من دون صوت، سيكشف مصادر مقربة من الشيخ
خليفة لاحقا، أنها كانت مزورة و تمت منتجتها. و أن وجهاء المشيخة الذين قام التلفزيون بتصويرهم وهم يسلمون على الابن حمد لم يكونوا على علم بما يجري، ما جعل بعض الإعلاميين، وقتها، يصفون
الانقلاب بانقلاب تلفزيوني.
أسفر
الانقلاب عن اعتقال 36 شخصاً من المقربين للشيخ خليفة، تم الزج بهم في سجن بوهامور... و فيما رفض الأب
خليفة الرضوخ للأمر الواقع بداية، طالب قائد
الانقلاب الأمير حمد بالحجز على أموال
والده في المصارف السويسرية باعتبار أنها تعود الى إمارة قطر، و هو ما لم يحصل بعدما تم الاتفاق برعاية عربية أن تبقى الأموال مع الأب الشيخ
خليفة مقابل امتناعه عن القيام بأي تحركات مريبة أو اتصاله بمؤيديه في الداخل والخارج وموافقته على تسليم كبار معاونيه الذين كانوا يقيمون آنذاك في أبو ظبي.
و بذلك استقر الحكم للشيخ حمد بن
خليفة آل ثاني، الذي صار سابع أمراء قطر، فيما ظل
والده يتنقل في المنافي بين السعودية، الإمارات و باريس، إلى أن عاد إلى الدوحة بعد تسع سنوات من
الانقلاب للمشاركة في تشييع جثمان زوجته في إطار مصالحة نهائية بين الوالد وابنه أمير قطر الذي منحه اللقب الرمزي “الأمير الوالد”، لكن مع تغييبه تماما عن الأضواء، وسط تسريبات عن وضعه قيد الإقامة الجبرية بإحدى القصور ضواحي العاصمة القطرية الدوحة.
ولأن الانقلابات، على ما يبدو، صفة ملازمة لنظام الحكم في قطر، فقد أحبط حمد بن
خليفة عام 2009 محاولة
انقلاب عليه نفذها قائد أركان الجيش القطري الجنرال حمد بن علي العطية و ترافقت مع وثيقة وقعها أكثر من 66 معارضاً قطرياً يعلنون فيها عدم اعترافهم بشرعية الأمير حمد بن
خليفة آل ثاني.
تم بعدها عزل ما لا يقل عن ثلاثين ضابطاً في عملية شاركت في تنفيذها عناصر أميركية بلباس مدني. كما انتشرت قوات اميركية في شوارع الدوحة وحول النقاط والمناطق الحساسة خصوصاً بعد النجاح الجزئي للانقلاب.
و في يونيو 2013 انقلب الأمير الحفيد تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم بطريقة “ناعمة”، ليتمكن بمساعدة من والدته الشيخة موزة من تحقيق نفس ما قام به
والده قبل 18 سنة ، أي الوصول إلى سدة الحكم بالانقلاب على الوالد.
قطر تاريخ من الانقلابات
انقلاب
خليفة بن حمد علي ابن عمه
اسمه بالكامل
خليفة بن حمد بن عبدالله بن قاسم بن محمد آل ثاني، ولد عام 1932 في قطر. 2-هو أحد أبناء الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، وسادس أمراء قطر، عين وليًا للعهد في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني في 22 فبراير 1972. 3-اعتبر نفسه ولي العهد الشرعي بعد وفاة جده عبدالله، الذي جعل ولاية العهد لابنه حمد قبل وفاة الأخير عام 1947 في حياة والده، فتنازل الشيخ عبدالله بن قاسم عن الحكم سنة 1949، إلى ابنه الثاني علي بشرط أن يتولى ابن أخيه
خليفة بن حمد ولاية العهد، ولكن ظل الشيخ علي يحكم إلى أن تنازل عن الحكم لابنه أحمد عام 1960، وهذا ما جعله يدخل في خلاف مع ابن عمه على ولاية العهد. 3-قبل ولاية العهد كان قائدًا لقوات الأمن ومسؤولاً عن المحاكم المدنية في دولة قطر. 4-أصبح نائب حاكم الدولة في 24 أكتوبر 1960، ثم تولى منصب وزير المالية في 5 نوفمبر 1960. 5-في 29 مايو 1970، شُكلت أول وزارة في دولة قطر طبقاً لأحكام النظام السياسي المؤقت، وتولى فيها
خليفة منصب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى منصب وزير البترول مع احتفاظه بمنصبي نائب حاكم الدولة ووزارة المالية. 6-في سبتمبر 1971، أعلن استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني، وإلغاء معاهدة عام 1916، وتولى
خليفة منصب رئيس مجلس استثمار احتياطي الدولة في 21 فبراير 1972. 7-تولى مقاليد الحكم بعد قيامه بانقلاب على ابن عمه، وذلك حينما استقلت الدولة القطرية عن بريطانيا فى عام 1971، و تم حكم قطر عن طريق الشيخ أحمد بن حمد أل ثانى، وفي فبراير 1972 قام الشيخ
خليفة بعمل انقلابًا عسكريًا على ابن عمه، ومنذ ذلك الحين ويتم تسليم السطات فى قطر إلى أولاده. 8-وسع الحكومة بعد توليه الحكم، فعين له وزيرًا للخارجية، ثم عين مستشارًا له في شؤون البلاد اليومية.
9-في 19 أبريل عام 1972م عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء، حينما أنشأ وزارتين الأولى للشئون البلدية والثانية للإعلام، وعين وزراء جدد لها. 10اختار ابنه حمد بن
خليفة وليًا للعهد في 31 مايو 1977، وأنشأ وزارة الدفاع وعينه وزيرا للدفاع مع احتفاظه بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة القطرية. 11- في 18 يوليو 1989م أجري تعديلا وزاريًا لأول مرة، وأصبحت حكومته تضم 15 وزيرا. 12- في ديسمبر 1990، أعاد تكوين مجلس الشورى وتم تعيين 19 عضوًا واحتفظ 11 عضواَ سابقين بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية، وأعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية. 13- في سبتمبر 1992 تم تعديل وزاري آخر، وأصبح ابنه الشيخ حمد رئيسًا للوزراء في وزارة وسعت لتضم 17 وزيرًا. 14- في 27 يونيو
1995 تم عزله عن الحكم في
انقلاب قام به ابنه وولي عهده الشيخ حمد بن
خليفة آل ثاني، واعتقل 36 من انصار أبيه، وذلك عندما كان خارج دولة قطر حينها، و تحديدًا فى سويسرا، و قام ابنه بتعيين نفسه أميرًا لقطر دون وجود أى عنف. 15- علم بخبر تنحيه عن قطر من الإذاعات المختلفة عندما كان في سويسرا. 16- حاول استرداد الحكم من ابنه، ولكن المحاولة فشلت وتم ضبط قياداتها. 17-اتهم بعد شهور من اقصائه عن الحكم بتدبير محاولة انقلابية لاسترداد الحكم من ابنه. 18-عاش خارج قطر بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعدة عواصم أوروبية في منفى اختياري لمدة 9 سنوات. 19-عاد إلى قطر مرة أخرى 2004، بعد أن سمح ابنه حمد بن
خليفة له بالعودة للدوحة مرة أخرى.
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك