هذه الامة تعيش صراعا ازليا مع اعدائها من فجر التاريخ والسبب الاسلام هذا الدين العظيم الذي شرفها الله به اليوم نتحدث عن عدو قادم الينا من سواحل افريقيا عدو جاهل ونحنا مشغولين بجمع الاموالفي مطلع الثمانينات من القرن الماضي وقف وزير الدفاع الأمريكي "روبرت ماكنمارا" في مجلس النواب الأمريكي ليعرض تقريرًا خطيرًا، أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي، كانت أهم فقرة فيه ما يلي: "إن مصالح أمتنا في القارة الإفريقية مركزها أثيوبيا"؛ ومن هنا كانت الصلة الوثيقة والراسخة بين المعسكر الغربي عامة، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والحبشة أو أثيوبيا كما يحب صليبيو الحبشة أن يطلقوا على بلادهم، وذلك للتعمية والتخلص من الاسم العربي للبلاد وهو "الحبشة"، وكانت أمريكا تعمل دائمًا لإبراز أهمية الحبشة في القارة الإفريقية؛ كي تستطيع تنفيذ سياستها الاستعمارية من وراء ذلك، وقد سعت كثيرًا وضغطت أكثر وأنفقت أموالاً ضخمة حتى تكون أديس أبابا مركز منظمة الوحدة الإفريقية.
وعلى امتداد التعاون الوثيق بين أمريكا والحبشة، تعاون الكيان اليهودي الغاصب مع الأحباش تعاونًا قويًا متينًا, واعتبرت الحبشة نفسها دولة اليهود في إفريقيا، وقامت بتهجير يهود الحبشة المعروفين بالفلاشا بأعداد ضخمة إلى دولة الكيان الصهيوني؛ لإحداث توازن ديموغرافي بين اليهود والفلسطينيين، وفي المقابل انهالت المعونات المالية والعسكرية والتقنية اليهودية على الحبشة، وتدفق الخبراء العسكريون اليهود على الحبشة، وأقاموا معسكرات تدريب للأحباش على حرب العصابات للعمل ضد المقاومة الإسلامية في إريتريا والأوجادين؛ حتى بلغ عدد العسكريين اليهود في الحبشة ثلاثة آلاف خبير عسكري يعملون في مختلف القطاعات، وباشروا القتال الفعلي ضد مسلمي إريتريا والأوجادين وهرر.
فلماذا إذاً من دون البلدان الإفريقية الكثيرة اختارت أمريكا وربيبتها إسرائيل دولة الحبشة لإقامة هذا الحلف المتين؟
الإجابة على هذا السؤال تتلخص في عبارة واحدة مفادها: أن الأحباش والأمريكان واليهود تجمعهم أيدلوجية واحدة، تسيطر على عقولهم، وتحكم قراراتهم وتوجهاتهم هذه الأيدلوجية تقوم على فكرة مزج عقائد الصليبية الأرثوذكسية والبروتستانتية الأصولية مع الصهيونية المتطرفة؛ لتمثل في النهاية أسوأ العقائد والأيدلوجيات الدينية، والتي تنتهج مبدأ عداوة الإسلام والمسلمين ومحاربتهم، وهذا المبدأ هو ركيزة هذه الأيدلوجية والمحرك الرئيس، وبالتالي الموجّه العام لسياسات هذه الدول الثلاث التي تمثل محور الشر في القرن الأفريقي.