الشمس وحرها الحاد والساطع .. كان مسلط ( متجهه) على السياره السودا ..
جلس ياسر على ركبته ونزل وصار بمستوى شهد وقال لها بوجه فيه شويه حنان وهو يحط يده على دموع شهد : يالله شهالدلع ماكو شي ليه تصيحين؟ البيت كان بعيد وهذا طريق مختصر وانا ماكان قصدي شي وانتي خوافه خلي عندج روح رياضيه شوي ..مو انتي ركبتي وياي وما خفتي الحين قام يخوفج الطريق..
شهد وهي تصيح وماريحها كلام ياسر ابد.. شهد: ماابي ....
ابتسم ياسر ووقف .. بالابتسامه كانت تعابير وجهه جذابه وقال لشهد بصوت رجولي : وعشان اريحج اكثر الا تبي تشوفج تصير خالتج هاا ارتحتي ؟
شهد وهي ترفع راسها وتطالع ياسر الا كان وجهه مليان رجوله و الجاذبيه ما تخفى من ملامحه ووقفته الثابته وجسمه الا كانت شهد ما تقاوم تشوفه ونزلت.. راسها ووجها قام يحمر وقامت تمسح دموعها وهدت حالها وقالت: اي خاله فيهم ؟
ياسر وهو يمسك شعره ويرفعه من الحر : خالتج ابتسام ..! ها ودج ارجعك للبيت والا بتشوفين خالتج ؟
شهد وهي تنزل من السياره وتاخذ شنطتها من عالارض.. ونزلت راسها وضمت شنطتها ووجها احمر وخجلانه وقالت: انا اسفه .. طيب بشوفها من بعد اذنك
ابتسم ياسر ابتسامه جذابه وقال بصوت هادي ويريح الاعصاب: طيب
وركب السياره .. وركبت شهد وراه ..
اما الاوضاع ببيت نوره ما تريح ..
كانت نوره جالسه بالصاله (مجلس العائله) واخوانها يلعبون بلايستيشن ويصارخون ومتحمسين شوي ويدخلون بالشاشه وهي ماسكه الكوشايه ولابسه بجامه قصيره لونها ازرق وماسكه شعرها بشباصه صغيره والمكيف يهف عليها وقاعده على اعصابها.. وماقدرت تتحمل وهي ماسكه الجوال وتدق على شهد للمره الثالثه وشهد ماترد ..
نوره وهي تتأفف: ياربي هالمجنونه وشو فيها ما ترد شكلها استخفت
الحين شراح اسوي ليتني ماشجعتها تركب السياره والله بياكلونها بنات المدرسه من الكلام وبتصير فضيحه .. ياربي تكون بخير ..
حمد اخو نوره يلف عليها ويضحك وبصوت استهزائي: شصاير اليوم متضايقه ؟ نوره ومالها خلق: اقلب ويهك وطالع اللعب .. حمد:لاوالله شمسويه اعلم امي !!
نوره ووصلت اخر حدها ومسكت الكوشايه وترميها على حمد: اوهو.. بزران اخر زمن تعال طقني بعد مالت عليك ..
وصعدت لغرفتها ..
اما بالطريق كان الوضع عادي والكل هادي .. وشهد حاطه جوالها سايلنت (صامت) وما انتبهت له وهو يدق .. كانت مسافه طريق.. ووقفت السياره عند بيت موجود بالحارات ..
كان البيت عادي وشكله كيوت ومرتب وكان كبير شوي ويوحي بالهدوء
جدرانه لونها بني فاتح وواجهته فيها الباب الرئيسي ومن اليمين واليسار شجر صغير وخفيف ومرتب للزينه لا غير..
نزلت شهد وهي تطالع بالبيت يمين ويسار وجاء من وراها ياسر وتقدمها وهو يفتح باب البيت وقال لها: تفضلي ..
دخلت شهد من الباب والخادمه كانت وراها وياسر يمشي وراهم ..
لما دخلوا.. البيت كان انيق ومنسق وكبير وواسع من جميع نواحيه كانت المزهريات مرتبه ومنسقه بشكل حلو وزهور صغيره على الطاوله هذا كان بالمجلس الرأيسي الكبير الا كان مواجه الباب اول ما يدخل اي احد ..
لما كان الهدوء يعم المكان ومافي غير طقطقات خفيفه من مشيات ياسر وشهد على الارض .. جت بنت صغيره وهي تنزل من الدرج بسرعه وهي بقمه الفرح وكانت لابسه جنز برمودا وبلوزه نص كم لونها اخضر وشعرها مسويته قرنين (قرن يمين وقرن يسار ^^)..
وبسرعه صرخت وهي تنزل وتلم ياسر: يسوور انت وصلت ^^
ياسر وهو يبادل هالبنوته ابتسامه حلوه: اي.. وجبت لج حلاوه بالسياره ..
كانت شهد تطالع بمنظرهم وكأنها تحسدهم على هالحب بس كانت نظراتها خفيفه وحلوه وما تقصد اي شي تجاههم..
لفت البنت وهي لامه ياسر وهي توجه الكلام لشهد: منو انتي ؟
شهد تخربطت وقامت تدور لها صرفه للموضوع وتطالع يمين وشمال .. والا يقاطعها ياسر ويكلم البنت: هذي عندها شغله بالبيت بتخلصها وتروح ..ياحلوه يالله روحي اخذي الحلاو واصعدي دارج وحلي واجباتج ..
البنت وهي تطالع شهد وقلبت وجهها من فرح لعبوس وقالت: اممم.. طيب ..
ابتسمت شهد ابتسامه حلوه لما شافت البنت وهي تطلع الباب وهي معصبه كان شكلها كيوت.. قاطع افكارها صوت ياسر وهو يقول لها : هه .. هذي اختي فطوم عمرها 12 سنه بس لا يغرج.. تراها تجنن بلد ..
ابتسمت شهد لتعليق ياسر وقالت: ماشاء الله يحليلها الله يخليها لكم ..
طلب ياسر من شهد انها تجلس بالمجلس .. وهو بيروح يعطي خبر لخالتها عشان تجي وتفاتح معها الموضوع الا جابها لهنا ..
بعد مده لما اختفى ياسر عن انظار شهد قامت تطالع وتدقق بتصميم البيت كان احترافي وتصميم دقيق ومبين عليه جديد وفخم ومتعوب عليه ..
كان الوقت يمر بطيئ وحست شهد بالطفش وفجأه حست بجوالها يهز والا تشوف 3 مكالمات لم يرد عليها ونوره قاعده تتصل الحين ..
ردت شهد وهي مسرعه:الو ..هلا نوره
نوره بعصبيه وجالسه تصارخ: مالت عليج اي هلا واي مسهلا .. الحين انا قاعده على اعصابي وراسي قام يعورني وانطرج تدقين وحضره جنابج تقولين هلا !!!
شهد وهي تبتسم: والله اسفه ياقلبي .. كنت حاطه الجوال صامت الصباح ونسيت اغيره وما انتبهت للمكالمات الا الحين .. اعذريني والله اسفه
نوره وهي تغير اسلوبها وتهدا: اي زين تعدلي .. الا الحين انتي وين وطمنيني شخبارج ؟
شهد وهي تبتسم: انا زينه وماصار شي .. الحين انا ببيت شوي بعيد وقال لي ياسر انه خالتي تبي تشوفني وانا الحين ببيت خالتي..
نوره باستغراب: ياسر ! .. ومنهو هذا ؟
فجأه سمعت شهد صوت احد جاي من الدرج وبسرعه خافت وقالت لنوره: بعدين اقولج .. الحين لازم اسكر اكلمج بعدين .. باي ..
نوره وهي تبي تكمل كلامها والا يتسكر الخط بوجهها: صج ماتستحي .. خايسه تسكر الخط بوجهي ..
عدلت شهد جلستها وقلبها يهتز ومرتبكه تقابل خالتها ابتسام بعد 15 سنه ..
نزل ياسر من الدرج وهو يأشر لشهد انها تصعد فوق : تعالي خالتج فوق ..
مسكت شهد شنطتها وصعدت ورا ياسر ولما دخلت الغرفه حقت خالتها
كانت الغرفه مظلمه شوي .. والخاله منسدحه على السرير ووجهها مريض وجسمها صغير كان وجهها مبتسم رغم تعبها وكبر سنها ..
وقفت شهد عند الباب وخايفه تدخل وهي تطالع بخالتها المريضه .. مد ياسر يده ودفع شهد دفعه خفيفه حست فيها وطالعته .. كان وجهه صارم وكلامه جدي وقال لها : ادخلي..
دخلت شهد وهي خايفه وأأشر لها ياسر بانها تجلس ..وجلست بكرسي قدام السرير..
الهدوء كان مسيطر على الغرفه .. وشهد منزله راسها والخاله كانت تطالع فيها ..
فجأه .. طلع صوت خفيف وناعم ويوحي بالمرض والتعب وهو يكلم شهد: ت..تو ما نور البيت .. ابتسم ياسر وهو يعدل مخده الخاله ويقول لها: لا تتعبين روحج يالغاليه تسندي على المخده ..
وشهد تطالع طيبه ياسر وهي الا كانت تظن انه كان سارقها مع انها ركبت بإرادتها او كان يبي يستفزها وماكانت تتوقع ورا كل هالرجوله هالقلب الحنون على خالتها..
قالت شهد بصوت هادي: مشكوره خالتي ..
ابتسمت الخاله وقالت لشهد: هلا بنيتي .. وين اغراضج ما اشوفهم معاج؟
قالت شهد بصوت مستغرب: اي اغراض ؟
كانت الخاله قاعده تكح بقوه وكان التعب واضح عليها ويدها ترجف شوي.. وكان صوتها مبحوح وما يساعد للكلام ..لاحظ ياسر انه مو الوقت المناسب للخاله انها تشرح او تتكلم مع شهد ..
قال ياسر بصوت خفيف وهو يقرب من شهد: مو وقته خليني اوضح لج بره.. الحين هي تعبانه شوي ولازم تاخذ البخار والعلاج ..
طلعت شهد من الغرفه وياسر وراها وهو يسكر الباب بعد ما تطمن على الخاله ..لفت شهد وجهها على ياسر وهي مستغربه:الحين انا مافهمت شي غير انه هذي خالتي .. انا شموقعي الحين ؟
جلس ياسر بالكرسي الا كان قدام غرفه الخاله ومقابل للدرج وقال لشهد: تعالي اجلسي وانا اقولج السالفه بالتفصيل..
جلست شهد وهي متحمسه تبي تعرف شالسالفه الا خلتها تجي من المدرسه وتتقابل مع ياسر وتشوف خالتها .. وحست انه شي بيقلب حياتها بعد هالوقت الا بيمر لما تسمع القصه من ياسر..
ياسر وهو فارد جسمه ومرتاج بجلسته وجه نظراته الحاده لشهد وبدا يقول القصه: اول شي ببدا من بعد ما تزوجت امج المرحومه العم محمد وكان هو معارض انه يجلس مع امج ببيت جدك الا هو ابو امج .. فاخذ امج من غير رضا جدك وامج كانت تحب ابوج وايد وضحت عشانه بكل الطرق وكانت تثق فيه وما تحاول تزعله او تخرب علاقتهم الحلوه بأي طريقه وكان حب حياتها الوحيد..
نزلت شهد راسها وهي تتذكر بعض الاحداث بحياتها وقالت: ايه بس هو تغير الحين صار شخص غير ابوي محمد .. المهم ماعليك من خرابيطي كمل ..
كمل ياسر كلامه وهو يطالع بشهد وقال:عاشت امج مع ابوج سنتين وكانوا منعزلين وقليل من القرايب يزورونهم .. وجدك كان زعلان من امج حده وماكان حتى بالعيد يزورها او يسلم عليها .. لين ماقالوا انه امج حامل فيج ..
كان جدج متوفي ساعتها .. وخالتج ابتسام كانت دايم تزور امج وتساعدها بالبيت وتسوي كل شي عشان ترتاح .. وكانت هي من بد خوالج تجي عندها والكل كان حاط براسه انه موت ابوهم من ورا امج وماكانوا راضين يكلمون امج ابد..
مع انه امج مالها علاقه وكانت الامور حلوه بين جدج وامج بالاونه الاخيره قبل وفاته ..
قاطعت شهد ياسر وهي تقول: يعني خوالي كانوا مايسلمون على امي او يكلمونها بعد ما توفى جدي ؟
رد ياسر وهو يقول: اي نعم .. بس خالتج ابتسام كانت هي المتعلقه بامج وامج كانت الام لخالتج ابتسام بعد وفاه جدتج ..
بعدها بمده امج ولدت وقالوا بنت .. وفرحت خالتج وامج ..طبعا كانت انتي..
بس رده الفعل الا صارت من ابوج الكل استغرب منها .. لما خبروه انها بنت انقلب وجهه واختفى لمده اسبوع كان قليل التواجد بالبيت وماكان يشوف امج الا قليل ويمر يسلم وينام ولا يشوفج ولا فكر يلاعبج او يشيلج مثل باقي الاباء الا المفروض يهتمون باول اولادهم..
لفت شهد وجهها وعيونها كانت حزينه وقالت: هو اصلا ما يعتبر نفسه يعرفني او انا بنته حتى الحين قليل اشوفه بين الاشهر بس ماعليه الحمد لله .. انت كمل ماعليك
كمل ياسر السالفه وهو يقول: بعد ماصار عمرج 6 سنوات كانت الاحوال بين امج وابوج ماتشجع ابدا.. وخالتج كانت تهتم بعيالها بس ماكانت تقلل زياراتها وتزور امج وتخفف عليها وتواسيها وتدافع عنها كل ما بدى ابوج يضربها او يهاوشها .. الى ما صار فيها مرض القلب وجتها سكته بالليل ومحد كان موجود وابوج كان نايم عند واحد من اصحابه .. وانتي كنتي صغيره وماتفهمين الا يصير .. ولما جت خالتج ابتسام للبيت شافت امج نايمه بالسرير والا تلقاها متوفيه من البارحه.. وزعلت خالتج ابتسام وكانت زعلانه حدها وما تكلم احد وكله تتحسب على ابوج بس كانت واثقه انه قدر من الله ولازم تؤمن بالا يصير.. ولما وصل الخبر لخوالج توهم يتذكرون انه كان عندهم اخت وجو يعزون وقررت خالتج انها تاخذج وياها تربيج مع عيالها بس ابوج ما رضى ..
وكان معارض انه احد ياخذ بنته او يربيها غيره كان ناوي على شي بس محد يعرف شنو الا هو نفسه ..
والحين خالتج مريضه بمرض بالشرايين وصعوبه تنفس وعندها عمليه بعد اسبوع بسويسرا فحبت توضح لج هالسالفه وتقولج شي اهم من كل الا قلته ..
وامس قبل لا تنام وصلت لها من اخوها رساله قديمه وكان الظرف يوحي انها قديمه ومر عليها الزمن بس كان مسكر ومحد فاتحه..
وبعد ما فتحتها خالتج امس كانت اول مره اشوفها تصيح وتدمع عيونها بدموع فرح ممزوجه بحزن وذكريات ..
شهد وهي مستغربه وبنفس الوقت ودها تسأل وقال: شنو كان بالرساله عشان خلى خالتي تصيح ؟
ياسر وهو يبتسم كانت الرساله محدده لخالتج ابتسام من بد كل خوالج وكانت مكتوبه بخط مألوف .. كانت الرساله عباره عن وصيه ..
شهد باستغراب: وصيه منو .. وشنو كان فيها ؟
ابتسم ياسر وقال : وصيه المرحومه امج لاختها ...
شهد وهي وقفت من الكرسي وفتحت عيونها وقالت: امي !!
هذا اللي بطرحه بالوقت الحالي اشوف حماسكم واكمل لكم ^^