حينما أصاب قوم عاد القحط قرروا ارسال أحدهم لمكة المكرمة ليطلب من رب البيت المطر , فاختاروا رجلاً منهم يُقال له ( ابن عتر ) , فذهب بن عتر إلى مكة وأقام فيها شهراً عند قريش يشرب الخمر وتغني له الجرادتان , وفي أحد الأيام قرر الذهاب للبيت الحرام لكي يطلب الغيث لقومة
وحينما وقف أمام البيت الحرام دعا قائلاً:
اللهم إنك تعلم أني لم أجيء إلى مريض فأداويه ولا إلى أسير فأفاديه ، اللهم اسقِ عاد ما أنت مسقيه
فتجلت في السماء ثلاث سُحب ...
ثم ناداه صوت من هذه السُحب قائلاً:
يابن عتر , أمامك ثلاث سُحب واحدة بيضاء وواحدة حمراء وواحدة سوداء ... فاختر احداهن تختار مصيرك ومصير قومك.
فقرر ابن عتر اختيار السحابة السوداء لاعتقادة أنها مليئة بالمطر , أما البيضاء فلا مطر فيها وأما الحمراء فقد كرهها وتشائم منها.
وبعد فترة من الزمن تجلت لقوم قبل مغيب أحد الأيام سحابة سوداء عظيمة متجهة إليهم , فخرجوا يرقصون مسرورين فرحين بقدومها ما عدا ....
عجوز منهم يُقال لها ( أم مهدد ) حيث كانت في بيتها تبكي من فرط التعاسة والألم , ولما ضاقت بقومها ذرعاً خرجت إليهم قائلة:
يا قوم عاد ... يالكم من بلهاء مجانين , إن ما ترونه الآن ليس إلا غضب وانتقام الله منكم
فسكت القوم مذهولين .... فهم يعرفون أن أم مهدد لا تكذب ....
وماهي إلا لحظات حتى حل بهم العذاب الذي أهلكهم نعوذ بالله من ذلك
ويُقال أن ابن عتر قد أصابه ما أصاب قومه وهو في طريقه إليهم