منذ 3 أيام فقط وبعد مكابرة عن التحليل
اكتشفت أني مصاب بداء السكري
او السكر لي
لا أخفيكم اسودة الدنيا بوجهي فقد كان فاجعة الاربعين ....
قد سمعت وقرأت عن هذه المرحلة ولكني كنت أظن أن من يصاب بها هو المرأة بسن اليأس ولكن الحقيقة أن سن اليأس لا يصيب الا الرجل ويبدئ من السكر ....
السكر هو حيضة الرجل التي تدل على النضج...
السكر هو أكثر طفشان في الارض يحتاج منك أن تمشيه وتماشيه ...
لذا قررت إن لم يكن صديقي الذي لابد من مصادقته أن لا أعاديه ....
تغير الكون في نظري وضاقت حدقة عيني عن مباهج ومفطحات الحياة ...
والبقلاوة سقطت قافها من النطق وتحول الواو بها إلى آآآآآآآآآآآ
لا أكذب عليكم قولا أن السكر جعلني استشعر الرحيل ...
وقفت على اطلاله مخاطباً له :
اسمع يا خنفس
أنا لا أخاف الخنافس
لانها لا تقرص
ولكني أهاب
ما تحمله الخنافس على ظهرها
من قوارص ...
فما السكر الا رأس جبل الثلج ...
أدرت محرك كيبوردي في قوقل بحثاً عن تجارب من خطب وده السكر ...
أغلقت الحاسب وكل ذرات الحزن على مخيلتي من فواجعه...
الان وبعد الاربعين وانا من كان يرفض حمل جهازين جوال في جيبه ...
أصبحت أحمل جهاز جوال وجهاز مقياس السكر ....
بعد الاربعين ...
خطب آمالي السكر وقدم مهرها بؤس مقطم ... على جبين الايام ...
كلما حللت إزداد الاندرلين في دمي ضعف ما يزدادها السكر والاندرلين هو هرمون يفرزه المخ عندما يخاف الانسان ...
تمسكت بالحياة كتمسك الناسك بالسواك ....
وادرت ظهري لمؤشر التحليل السكري
و اصبحت امشي صديقي الجديد
وحولته من داء إلى دواء
للحفاظ على رشاقتي وانا الذي لم اكن رشيقا يوما من الايام
اصبح الان طعامي صحي و رجل يمارس الرياضة
وادرت ظهري عن التفكير به فقد تحولت من نهم إلى متذوق في طعامي ...
لكن المشكلة التي تواجهني الان انه في بدايته يكون مرتفع فوق 400
و ذلك كي ينبهك انه جاء
قلت له حياك الله
فلم يرد التحية
عرفنا بقدومك توقف
كبرياؤك ارتفاع
ورضاؤك انخفاض
فلا تتكبر