يُحكى في قديم الزمان ان رجلاً أنجب عدد من الأبناء وكان من بينهما شقيقان احدهما الأكبر يدعى عالمي والثاني الأصغر يدعى محلي
كبر الاثنان مع بعض وعاشوا في نفس المنطقة وتزوجا وأنجب كلا منهما أولادا وبناتا كثر وكان اغلب أبناء عالمي من الذكور عكس محلي الذي كان اغلب أبناءه من الإناث .
ورغم استقلالهما عن والديهما الا ان محلي لازال هو الابن المدلل لوالديه اللذان حاولا دفعه لشق طريقه في الحياة ولكن دون جدوى حيث يفشل في كل مرة وفي كل مشروع يشترك فيه .
على عكس عالمي الذي اعتمد على نفسه منذ صغره وشق طريقه في الحياة بعيدا عن والديه ونجح في مجاله وواصل دراسته وتفوق بامتياز مما أهله الى الحصول على منحة دراسية دولية لاتمنح الا للعباقرة والمتفوقين على مستوى العالم وبالفعل ذهب الى البرازيل والتقى بالعديد من أقرانه الذين جاءوا من مختلف قارات العالم ونجح بامتياز وحصل على اعلى شهادة ووسام من الممكن ان يحصل عليها شخص في حياته .
وكان لدى عالمي ابناََ يعرف باسم ماجد ذاع صيته بين أقرانه حيث كان فارسا لا يشق له غبار وكان يقود القبيلة في منازلاتها ضد القبائل الاخرى وكان الكل يهابه مما رفع راس والده عالمي بين القبائل وأصبح اسمه على كل لسان .
هذا الشيء اغضب محلي الذي كان يغار من شقيقه الأكبر عالمي ومن ابناءه وكان محلي فاشل دراسيا ولكن بحكم انه يملك كثيرا من المال عمد الى شراء شهادات دراسية من بعض المدارس الأهلية لكي ينافس شقيقه عالمي وحصل عليها بالفعل ولكن الشيء الذي لم يحسب حسابه انه لايمكن له شراء المنحة الدولية لان القائمين عليها لايمكن ان يسمحوا بمنحها الا لمن يستحقها فقط مما تسبب له ولأبناءه بأزمة نفسية وصلت الى مرحلة وصفت بأنها نوع من انواع الجنون .
حتى انه وصل به الحال الى شراء عدداََ من الخيول لعدد من ابناءه لكي يصنع من احدهم فارسا للقبيلة ينافس ابن عمه ماجد وكان آخرهم ابنه سامج والذي دعمه بشتى الطرق والوسائل ولكنه فشل فشل ذريعا وفي كل مرة يسقط من ظهر الحصان بشكل يثير سخرية وشفقة من يشاهده في آن واحد .
نسيت ان أخبركم بانه في فترة من الفترات مات الابن الأكبر لعالمي وكبر الابن الاخر فارس القبيلة ماجد في السن ولم يعد قادرا على ساحات المعارك وحدث نزاعات وخلافات بين إخوتهم الباقين على الإرث الكبير مما أدى الى تفرق كلمتهم وتشتت شملهم فترة من الزمن .
هذا الشيء أسعد شقيقه محلي وأبناؤه لما يحملونه من حقد وكراهية في قلوبهم تجاه عالمي وأبناؤه فاستغلوا هذا الضعف والخلافات وبداءوا في استغلال قدرتهم المادية لنشر الأكاذيب والقصص الخيالية بين صغار السن الذين نشاءوا موءخرا ساعدهم على ذلك حالة الضعف والهوان التي كان عليها عالمي وأبناءه بل وصل بهم الحال الى تكذيب حصول عالمي على الشهادة الدولية .
سيطر محلي وأبناءه على الساحة فترة من الزمن ولكنه كعادته يفشل في الحصول على المنحة الدولية .
فجأة ظهر أحد أبناء عالمي الذي كان يدرس في بلاد الغرب وعاد الى بلده وحزن كثيرا على حال والده مما جعله يصمم على اعادة هيبة واسم والده الى مكانه المستحق وبالفعل جمع اخوانه على كلمة واحدة وتسلم زمام الأمور واستطاع ان يستعيد زمام الأمور مجددا مما أدى الى فرح بين أبناء جميع القبائل المجاورة الذين كانوا غاضبين من ظلم محلي وأبناءه .
الشيء الوحيد الذي تفوق فيه محلي على شقيقه عالمي هو امتلاكه لمطبعة ومحبرة كبيرة جداً ينشر بها كتب ومؤلفات اغلبها تمجده وتستنقص من الآخرين و 99 ? منها أكاذيب وخرافات .
وفي زمن قريب ظهرت ثورة تكنولوجية عالمية على مستوى العالم وأصبح العالم كله كقرية صغيرة وأصبح من السهل معرفة الحقيقة من الكذب هذا الشيء كشف للجميع مدى الوهم الذي كانت تصدّره تلك المطبعة التي يملكها محلي وأبناؤه على انه حقيقة .
هذا الشيء اغضب محلي وأبناؤه مما أدى الى محاولتهم اجبار الناس على قراءة كتب مطبعتهم والتي تكدست ولم يعد احدا يهتم بها بل طالبوا الناس بتصديقها عنوة .
ولأنه لم يعد احدا يهتم بهم ولا بمحبرتهم غضبوا وحّملوا عالمي وأبناؤه المسؤولية بل وصل الحال بأحد أبناء محلي واسمه مصفوع الى طلب نفي عمه عالمي من المنطقة وإلغاء وجوده .
ولم يقتصر الحال على الأولاد بل حتى البنات كان لهن نصيب من ذلك فكانت هناك ابنة صغرى لمحلي واسمها عديلة وصل بها الحنق والغيض بان وصفت عمها عالمي وأبناؤه بأنهم وحوش ومصاصي دماء .
القصة طويلة ولا أعلم نهايتها ولكن اخر ماعرفت بان هنالك عددا من أبناء عالمي المتفوقين دراسيا يتم محاربتهم من بعض المدرسين الموالين لمحلي وأبناؤه ومحاولة دفع أبناء محلي للمراكز الاولى رغم فشلهم المتكرر خاصة حين يمثلون المدرسة في الأنشطة المختلفة مما أدى الى تراجع اسهم المدرسة التي درس فيها يوما ما الفارس المعروف ماجد وأصبحت متأخرة مقارنة بأقرانها .
قيل لي من احد شهود العصر في تلك الحقبة ان المدرسة واصلت فشلها في كل مسابقة تشارك فيها رغم تعاقب اكثر من مدير وعندما سألته عن السبب قال لي لان من يدير المدرسة حقيقيا هو احد أبناء محلي ويدعى سوسة رغم انه لايحمل سوى شهادة ثالث متوسط ليلي .
هذه القصة رواها لي أحد شهود العصر ويدعى تاريخ والجميل في الموضوع انه من قبيلة اخرى ولا ينتمي لأحد الطرفين اي انه طرف محايد مما جعل هذه الرواية اقرب الى الحقيقة .
تنبيه : هذه القصة حدثت في القرون الوسطى ولا علاقة لها بواقعنا وان فٌهمت من قبل اخرين بغير فهمها فلست مسؤولا عن فهم الآخرين !