بعد ان انتهى مؤتمر كامب ديفد الذي عقد مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية بحضور الرئيس الأمريكي وزعماء دول الخليج العربي ..
خرج احد الكتاب مبشراً بموضوع عنوانه ( واشنطن تتعهد بحماية دول الخليج حتى بالقوه العسكريه الف مبرووووك )
في الحقيقة .. هالني العنوان ..
واشد ماأوجعني هذه الثقة العمياء في امريكا ..
والأنبطاحية المقيته التي نعيشها !!
قبل اكثر من عقد من الزمان وتحديداً في عام 2004 م
بشرت امريكا بمشروع ( صهيومريكي) أسموه ( الشرق الأوسط الجديد )
وكان عرّاب هذا المشروع الرئيس الأمريكي أنذاك جورج بوش ونائبه ديك تشيني
مروراً بوزير الخارجية كولن باول
ومستشارة الأمن القومي جونزاليزا رايس
وانتهاءً بكبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومراكز صنع القرار الأخرى .
ونشرت حينها صحيفة نيويورك تايمز تعليقاً على الخارطة قالت فيه :-
أقتباسنشرت صحيفة “النيويورك تايمز” في عددها الصادر أمس خريطة تُقَسِّم فيها بعض الدول العربية في الشرق الأوسط إلى عدة دول. وأشارت الصحيفة وفقاً للخريطة أن السعودية ستُقسَّم إلى 5 دول بسبب الخلافات القبلية والتحديات الاقتصادية والانقسام بين السنة والشيعة لتصبح دولة شمال السعودية، وجنوب السعودية ، وشرق السعودية ، وغرب السعودية ، والوسط السعودية العربية.
وأكدت الخريطة أن اليمن هو البلد العربي الأكثر فقرا ويمكن فصله مرة أخرى إلى قسمين بعد إجراء الاستفتاء في جنوب اليمن بنتيجة واحدة هي الاستقلال، لتعود دولة جنوب اليمن من جديد. وأضافت الصحيفة أنه سوف تنشأ دولة شمال العراق سينضم إليها شمال سوريا “الأكراد، كردستان”، كما تنشأ الدولة العلوية “علوي ستان”، وتدمج المناطق السنية في العراق وسوريا بدولة واحدة تدعى “سنة ستان”، وفي جنوب العراق تنشأ دولة شيعية، فيما تنشأ دولة جديدة غرب جنوب سوريا تسمى “جبل الدروز”. وأوضحت الصحيفة حسب الخريطة أن ليبيا يمكن تقسيمها للأجزاء التاريخية “طرا وبرقة” وربما “فزان” دولة ثالثة في جنوب غرب البلاد
من هذا المنطلق علينا ان ندرك جميعاً .. ان لأمريكا سياسة تتخلص في مايلي :-
* لايملك الرئيس الأمريكي اياً كان من زمام أمره شيئاً إلا بأمرة اللوبي الصهيوني وهو المسيطر على مجلسي الشيوخ ( الونجرس ) والنواب .
* لا يدخل الى قاعات ومكاتب مصدر القرار في امريكا ولا الجلوس على كراسيها الا من يمتحن ولائة لأسرائيل كائناً من كان .
* مجالات المال والأقتصاد والأعلام وهي عصب الحياة في امريكا تحت السيطرة التامة 100 % للوبي الصهيوني .
* امريكا بكل بساطة وبتعريف مبسط إذا تعارضت مصالح اسرائيل مع أي معاهدات او ضمانات مكتوبة مع دولة اخرى فان مصير تلك المعاهدات الى أسفل البسطار الأمريكي .
* من يقرأ بحذاقة ماكتب في الصحافة الأمريكية عن خارطة الطريق منذ 2004 م ويتابع واقع الحال اليوم سيجد ان الخطط الأمريكية تسير وفق ما رسم لها مغلفة بورق براق أسموه ( الفوضى الخلاقه ) .
* لعل المتابع لاحظ كيف ان متخذ القرار الأمريكي ومنذ 18 شهراً تقريباً أدار ظهره للملكة العربية السعودية وارتمى في احضان ودفء الفراش الأيراني لأن مصالحه تتطلب ذلك .
* علينا ان ندرك جميعاً ان مايحدث في شمال الجزيرة العربية ( سوريا والعراق ) وجنوبها ( اليمن ) يحدث بموافقة ورعاية امريكية صلفة .. وينطوي تحت ذلك العميل الصفوي والحركات التي تدعي الأسلام السني بهتاناً وزوراً والتي خرجت من عباءة امريكا وايران وسوريا لتكون خنجراً في خاصرة المقاومين الأحرار وهو الدور الذي رسم لها على الخارطة .. وليس أدل على ذلك من انسحاب الجيوش امامها في كل مكان تتجه اليه .
* خلاصة القول .. امريكا ليست حليفة تدعونا للأستبشار بمجرد عقد مؤتمر .. وإلا فأن المؤتمرات التي عقدت برعاية امريكية منذ عشرات السنين لم تسقي العرب شربة ماء فلازالت فلسطين محتلة ولبنان مشتت والسودان سودانيين واليمن في الطريق وعرب شمال افريقيا شعوب وقبائل .. وليحفظ الله بلادنا من كيدهم ..