مقبرة من نوع اخر .. تعرض امواتها على السياح
و هم يرتدون ملابسهم الكاملة كأنما لايزالون على قيد الحياة !!
هل هذه نكته ام دعاية لأحد افلام الرعب ؟
كلا عزيزي القاريء لا هذا و لا ذاك ..
و لكن هذه المقبرة حقيقية و يمكنك انت نفسك زيارتها ..
لو صادف يوما ان ذهبت الى جزيرة صقلية الايطالية ..
موتى معلقون على الجدران و هم يرتدون ملابسهم كاملة !!
كل مقابر العالم تضم جثث و هياكل الموتى و من مختلف المهن و الاعراق و الاعمار ..
نعم هذا صحيح كل مقابر العالم تشترك في انها تضم رفات الموتى ..
و لكن ان يتم عرض هذه الرفات و الهياكل عن طريق ..
تعليقها على الجدران كاللوحات و هي ترتدي ملابس و ازياء كما لو انها لازالت على قيد الحياة ..
و في وضعيات وقوف و جلوس مختلفة ايضا فهذا ما لا يتخيله المرء .. !!
بدأت قصة الهياكل في الدير في نهاية القرن السادس عشر ..
و بالتحديد عندما قام الرهبان بفتح عدد من القبور في مقبرة الدير و لشدة دهشتهم ..
وجدوا ان جثث الموتى قد اصبحت موميائات ربما بسبب نوع التربة المساعدة للتحنيط ..
و كانت اول جثة توضع في السرداب هي جثة الاخ سلفيسترو اوف كابيو عام 1599 ..
بسبب عدم وجود مكان كافي في مقبرة الدير الاصلية , ثم استمرت بعد ذلك عملية دفن الموتى في السرداب لعدة قرون ..
في البدء تجفف الجثث عن طريق وضعها في رفوف من الانابيب الخزفية في السرداب ..
و بعض الاحيان يقومون بغسلها لاحقا بالخل ..
بعض الجثث يقومون بتحنيطها و اخرى توضع في خزائن زجاجية , ثم يقومون بكسيها بالثياب المستعملة في الحياة العادية ..
بعض الرهبان يتم كسيهم بثيابهم الدينية التي كانوا يستعملوها في تأدية الطقوس الدينية ..
البعض يوصون ان يتم اكسائهم بلباس محدد و اخرون بألبسة عادية ..
كتلك التي نستعملها في حياتنا الروتينية ..
حيث يرتدي بعض الرجال بدلات و قمصان و بعضهم يعتمر قبعة و بعضهم يضعون نظارات على عيونهم ..
التي تحولت بمرور الزمن الى مجرد تجويف مظلم كما يمكنك ان ترى النساء في ملابس مختلفة كأثواب المنزل ..
او بعضهن يرتدين تنانير طويلة و اخريات يعتمرن قبعات نسائية و هناك ايضا هياكل لجنود و ضباط ببزتهم العسكرية ..
و قد يطلب اخرون في وصيتهم ان يتم تغيير ملابسهم بين فترة و اخرى ..
هناك جثث تحولت الى هياكل عظمية فقط و لم يبقى اي اثر للبشرة ..
و هناك مجموعة اخرى حافظت على جزء من بشرتها ..
و تتدلى من البعض منها خصلات من الشعر و بعضها لازالت عيونها سليمة ..
يقوم اقارب الموتى بزيارتهم و الصلاة لهم من حين لأخر ..
و يقومون بالتبرع بالمال للدير الذي يعتمد على هذه التبرعات للمحافظة و الابقاء على السرداب..
كل جثة يتم وضعها اولا في رفوف تشبه الكوة ثم يقومون بنقلها بعد ذلك الى مكان ثابت و دائمي مادامت تبرعات اقارب الميت مستمرة ..
و لكن في حال توقفهم عن دفع المال فأن الجثة ترفع من مكانها و تطرح جانبا على احد الرفوف ..
اخر جثة لأحد اعضاء الطائفة تم وضعها في السرداب تعود للاخ ريكاردو و ذلك في عام 1871
و لكن استمر دفن الاشخاص المعروفين و الاغنياء في السرداب حتى عام 1880
حيث تم توقيف الدفن في السرداب رسميا و اصبح الدير و سردابه محط انظار السياح الذين يزورون الجزيرة
و لكن في الحقيقة ان اخر عمليات الدفن في السرداب تعود لعام 1920
و اخر الجثث التي تم قبولها في السرداب هي لطفلة في الثانية من العمر تدعى روزيليا لومباردو ..
و التي يمكن تمييزها اليوم من بين الجثث لانها تبدو بحالة سليمة كأنها لم تمس ..
و قد تم وضعها في صندوق زجاجي في قسم الاطفال
و اعتقد بأن اي شخص يرى صورتها من دون ان يعلم بأنها ميته منذ 87 سنة