السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول بعض الناس : أن
برنامج سيلفي فضح وكشف داعش !!
والحقيقة أن داعش كثير من الناس يعرفها ويمج تصرفاتها وأفعالها، ولكن هناك فئة لا تعلم عن داعش شيئًا وليس لها بالأخبار السياسية والأمور الفكرية أي اهتمام، جُل وقتها منصرف في الألعاب والأجهزة وبرامج اليوتيوب الموجهة لهم .
إنها الفئة العمرية ما بين السادسة عشر إلى التاسعة عشر أو العشرون ! أخطر فئة يتم استهدافها بسهولة .
عندما يرى هذا الشاب حلقة ساخرة بطريقة ضحلة خالية عن المعالجة العلمية، فإنه سيبحث ليعرف أكثر عن داعش .
ولكن هل سيسأل مَنْ حوله ؟ لا. بل سيذهب لمحرك البحث ويكتب ( داعش ) أو ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) .
فإذا حصل هذا، فلا تسل عن كم الشبهات التي ستنهال على هذا العقل الغض وهذا القلب الصافي من التحريفات والتشوهات العقدية .
سيقع في مواقع ومنتديات
أدعياء الجهاد وسيرى الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ، قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم .
المسكين يقرأ العمومات في النصوص ولكنه لا يعرف التفاصيل والضوابط والشروط، لا يعرف الإطلاق والتقييد ولا يعرف المحكم والمتشابه ولايعرف الجمع بين هذا الدليل وهذا الدليل .
لا يعرف مسألة الموالاة، ولا المظاهرة، ولا الحكم بغير ما أنزل الله وما يندرج تحتها من مسائل وتفاصيل ، ولا التكفير وضوابطه ، ولا معنى قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر .
فيخرج بقناعة تامة أن ما قرأه هو الإسلام الحقيقي، فهذا كلام الله وكلام رسوله، وخصوصًا أن ناصر القصبي والقناة انتشر عنهما سخريتهما واستهزاؤهما بالمتدينين .
فيبدأ الشاب بتكفير الحكام والعلماء وربما يأخذه الحماس للخروج للجهاد والدفاع عن الدين وقتال المرتدين (
كما يتوهم ) ، ولن يتكلم بهذا عند والديه وإنما سيتكلم عنها مع أصحابه الذين في سنه ويتأثر معه غيره .
وحتى لو تكلم مع والديه فربما لن يستطيعا البيان والرد عليه لجهلهما بتفاصيل المسائل ، والشبهة إذا دخلت من الصعب إخراجها لأن صاحبها يتعبد بها ويظنها من الدين .
فهل هذه الأمور تطرق لها المسلسل وعالجها ؟ بالطبع .لا ! إذًا من كان المستهدف من الحلقة ؟ كان المستهدف بالمشاهدة من يعرف فكر داعش، والهدف هو الإضحاك ليس إلا !
أما من لا يعرفها فلن يفهم شيئًا من المسلسل ولا المقصود منه، غير أنه سيبحث ليتعرف على داعش .
فأيهما أصح ! أن نقول : المسلسل فضح داعش وكشفها عند من يعرفها ؟؟!!
أم نقول : المسلسل روج
لداعش عند من لا يعرفها؟ !
.