من مظاهر إهمال الأرصفة بسبب عبث الشركات وعدم محاسبتها عدسة - محسن سالم
تحقيق - سالم مريشيد الإهمال وتشويه الشوارع والمنجزات الحضارية والجمالية من قبل بعض شركات الخدمات والمقاولات في جدة مسلسل لا ينتهي في هذه المدينة التي كان يطلق عليها في يوم من الأيام «عروس البحر الأحمر»، ولم تعد كذلك نتيجة عدم محاسبة كل من يسهم في التشويه والعبث بالمنجزات العامة والإضرار بها.
غياب العقاب بداية يصف أحمد عبدالله الرفاعي ما تعانيه شوارع جدة وأحيائها وحدائقها والمنجزات الحضارية فيها من عبث وتشويه من قبل الشركات العاملة في الخدمات العامة والمقاولات، بأنه ناتج عن غياب العقاب الرادع والحازم لهذه الشركات، وعدم متابعة عملها من قبل أمانة جدة، ما يعطيها الفرصة للمزيد من التشويه. ويضيف أن هنالك كثيرا من الأمثلة على هذا العبث حيث تأتي شركة لتنفيذ حفرية في أحد الشوارع ويكون ذلك الشارع مشجرا ومرصوفا وتنتشر على جانبيه الأشجار الخضراء والمسطحات الخضراء ولكن سرعان ما تدمر تلك الشركة الخدماتية ذلك الجمال، فتذبل الأشجار وتصفر المسطحات الخضراء، وتموت الأزهار، وتترك الشارع بعد حفره بالطول والعرض غارقا في التشويه والندوب وتذهب من دون أن يعاقبها أحد أو يفرض عليها أن تزرع الشارع كما كان عليه من قبل، وتعيد رصفه وسفلتته كما كان، وهكذا حتى أصبحت أغلب شوارع جدة وحدائقها وأحيائها نموذجا محزنا للهدر المالي والتشويه بسبب هذا الإهمال من قبل الشركات الخدمية. الصورة عن قرب ويقول هشام الحداد إن تشويه الشركات منجزات الوطن الحضارية لم يكن ليحدث لو كانت الأمانة حريصة على وقف هذا النزف المالي، الذي تتعرض له الشوارع والحدائق في جدة، ولو كان هناك عقاب رادع وحازم لهذه الشركات التي تعمل في تنفيذ مشروعات الخدمات لما وجدنا شارعا مشوها، ولحرصت كل شركة أن تحافظ على الحدائق والمزروعات وتحميها من عبث عمالها. وبين الحداد أن أي مسؤول إذا جال في أحياء جدة وحدائقها وشوارعها لوقف عن قرب على مدى التشويه والعبث الحاصل، على امتداد جدة وعرضها فالأرصفة مكسرة منذ شهور ولم يتم إصلاحها والحدائق عبارة عن مسطحات من الرمل والعشب الأصفر الذابل، وأشجار تحولت إلى أعواد يابسة. مؤكدا هنا ان المساءلة يجب أن تشدد، كما يجب أن تقوم كل شركة تعمل في جدة بتوصيل الخدمات بجميع أشكالها وأن تصلح ما أفسدته حتى لو كان مجرد بلاطة واحدة قامت بكسرها؛ لأن هذه المنجزات وتنفيذها كلف الوطن أموالا طائلة ولا يصح أن نظل ندور في حلقة مفرغة، فنجد أن ما ننجزه هذا الشهر لا تكاد تمضي عليه أيام أو شهور حتى نجده مجرد حطام مشوه. وسيلة ضغط بدأت في الآونة الأخيرة تظهر في عدد من المشروعات المنفذة في جدة ظاهرة انجاز نصف العمل في المشروع وترك جزء منه بلا انجاز، ومن أمثلة ذلك الكوبري الجديد في طريق المدينة قبل جسر الصالة الملكية، فقد أنجز الجسر وتركت الأرصفة حوله مكسرة لم ترصف بالبلاط الأحمر ولم يتم اصلاح الرصيف الخرساني الذي تم تكسيره أثناء العمل في مشروع الجسر، والمثال الآخر طريق الأمير سلطان فقد أقيمت السواتر الأسمنتية الجانبية وتم الانتهاء منها على امتداد الطريق منذ شهر رجب الماضي، وتركت أكوام الحجارة وبقايا الطوب الأسمنتي وسط الطريق بشكل مشوه حتى اليوم. وسيلة ضغط وقال أحد العاملين في إحدى شركات المقاولات التي تنفذ هذه المشروعات (طلب عدم ذكر اسمه): ان تعطيل العمل وعدم اكتمال المشروع بشكل كامل يأتي إما أنه وسيلة ضغط من الشركة المنفذة للمشروع على الجهة المعنية بالمشروع لأخذ بقية مستحقاتها، أو هو نتيجة تأخر الشركة في إعطاء العمال فيها أجورهم ما يدفعهم للتوقف عن العمل، أو أن هناك خللاً في العقد وبنود المشروع، بحيث تكون هناك جوانب لم يشملها العقد ومن ثم الشركة المنفذة ليست معنية بها. وأضاف ان المشكلة الأهم والأدهى هي غض النظر عن بعض الشركات التي تم توقيع العقود معها وتركها تعطي تنفيذ المشروعات لشركات أخرى من الباطن بتكاليف أقل، فتجد الشركة نفسها غير قادرة على اكمال المشروع بكل تفاصيله وهذا هو السبب الجوهري في تعطل وتعثر كثير من المشروعات في مدننا وهو ما يجب ألا يتم السماح به في أي مشروعات جديدة؛ لأنه قد يؤدي إلى كوارث كبيرة تفوق تعثر تنفيذ المشروعات وتأخرها، ومنها التلاعب في مواصفات المشروعات واستخدام مواد رخيصة وغير جيدة في تنفيذها.
الملايين تصرف على الطرق والأرصفة داخل المدن ثم تترك لمقاولي الباطن يعبثون ويشوهون المنظر العام
لن تختفي هذه المناظر بلا محاسبة المقاولين والوقوف على أعمالهم