ذكرت صحيفة “العربي الجديد” في تقريرٍ لها بأنه وفي مايو/ حزيران 2013، ذاع صيتُ من أطلق عليه الإعلام التركي “إمام الروك”، وهو أحمد محسن توزار (44 عاماً)، الذي يعمل إماماً بدوامٍ كامل في أحد المساجد الصغيرة في جنوب غرب تركيا، إضافة إلى كونه مغنياً في إحدى فرق موسيقى الروك.
وتورد الصحيفة بأنه ولجمال صوته، تم اختياره للعمل مؤذناً للمسجد الأزرق أو مسجد السلطان أحمد، في التسعينيات لفترة صغيرة في مدينة إسطنبول، حيث التقى حينها زوجته المستقبلية، أوانا مارا، التي كانت إحدى المهاجرات الرومانيات. تزوجا في 1999، وبقيت الزوجة محافظة على دينها وتذهب إلى الكنيسة بشكلٍ دوري إلى أن قرّرت التحوّل إلى الإسلام، وذلك في الوقت الذي بقي فيه توزار إماماً غير اعتياديّ، يرتدي الجينز بشعرٍ طويل ويركب موتورات كاواساكي.
وأضافت الصحيفة بأن “إمام الروك” عاد إلى مدينته كاس عام 2010، وأسّس فرقة روك سماها تسمية عربية “في روك”، حيث كانت إحدى أغانيه المشهورة بعنوان “تعالَ إلى الله”، مزج فيها بين الغناء الصوفي التركي والغيتار الإلكتروني.
ولفتت الصحيفة إلى أن إمام الروك أصبح مشهوراً عام 2013 بين ليلة وضحاها، ما استفّز الكثير من العقول المحافظة التي عدّت ما يقوم به خروجاً عن الثقافة الإسلامية، ومحاولةً لدسّ السموم الغربية في الإسلام، هذه الاتهامات التي أحبطت توزار بشكلٍ كبير بل وعرّضته لتهديداتٍ بالقتل، بعد أن هاجمته بعض المواقع التركية المحافظة على الإنترنت واصفةً إياه بالإمام المزيف.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد كلّ هذا دفعت إدارة الشؤون الدينية التركية -ما يشبه وزارات الأوقاف بالدول العربية- المسؤولة عن تعيين الأئمة إلى فتح تحقيق بما يقوم به توزار، وبعد ثمانية أشهر لم تتخذ الإدارة أيّ قرارات سوى إصدار تحذيرٍ بحقّه، ليس بسبب أغنياته ولكن بسبب تصريحاته على الإنترنت بخصوص التحقيق، فيما بدا درءاً لأي اتهامات قد تنال الإدارة إن لم تتخذ أي إجراءات بحق إمام الروك.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي المقابل فإن إمام الروك نفسه يبدو مثالاً للتركيّ المتدين لكن ليس المحافظ، إذ تمتلئ كلمات أغانيه بالقيم الصوفية كالحب والرحمة الإلهية، وتبدو بعيدةً تماماً عن العقاب والحساب، ما يجعلها أقرب للشباب الأتراك، ويضعه جنباً إلى جنب مع بعض الرموز الإسلامية التركية الليبرالية التي أصبح لها مكانة وشعبية عالية بين الشباب، مثل المفكر والمنظِّر الإسلامي جانر تاسلامان، والناشط والمفكر التركي إحسان إلياجك، اللذان عملا ويعملان بحماسةٍ عالية للدفع نحو تفاسير أكثر ليبرالية وعالمية للإسلام.