يقول عمرو بن زرارة - رحمه الله - : وقف عليّ ابن مسعود وأنا أقص ، فقال : " ياعمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة ، أو أنك لأهدى من محمد وأصحابه " فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد . أخرجه الطبراني في الكبير والدارمي بإسناد صحيح . وقال ميمون - رحمه الله - : (لا يخطئ القاصّ ثلاثاً : إما أن يسمّن قوله بما يهزل دينه ، وإما أن يُعجب بنفسه ، وإما أن يأمر بما لا يفعل ). وقال محمد بن سيرين - رحمه الله - : (القصص أمر محدث ، أحدثه هذا الخلق من الخوارج ). قال ابن الجوزي - رحمه الله - عن أسباب كراهية السلف للقصص : لأنه يشغل عما هو أهم من تدبر القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين ، ولاغترار العوام بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون ، ويخرجون من عندهم فيقولون : قال العالم ، فالعالم عند العوام من صعد المنبر . وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - عن حديث ( إن بني اسرائيل لمّا هلكوا قصوّا ): " إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرّف الناس بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل الصالح ؛ لما فعلوا ذلك هلكوا " .
فهل هؤلاء القصاصين موجودون الآن ، وهل لهم اسم غير القصاصين ، وهل حاولوا اختطاف الخطاب الديني عن العلماء الراسخين ، وهل فعلاً صرفوا وجوه الناس إليهم ، وهل حصل من ذلك بعض الشرور والمفاسد التي خشيها السلف حين حذّروا منهم ، وهل قصّر العلماء في التحذير منهم في هذا الزمان ؟؟؟؟