كشف الكاتب الصحفي فهد الشقيران أن قادة خلية العبدلي أقارب لمن قاموا بجريمة الحج في بيت الله الحرام عام 1989
وذكر فى مقال بجريدة الشرق الأوسط بعنوان "خلية العبدلي ..سفارات تحرس القتلة " أن لائحة الاتهام فى خلية العبدلي ورد اسم ميليشيا حزب الله فيها أكثر من مائة وخمسين مرة. لائحة كتبت بخمسين ألف كلمة، وبمائتي صفحة، كان حزب الله فيها محوريًا مع مرجعه الحرس الثوري الإيراني، حيث تخابرت الخلية مع حزب الله وتلقت الدعم والتدريب، وتلقت المعلومات والمنافع. حضر حزب الله في اللائحة أيضًا من خلال ترتيبه للعمل المسلّح ضمن الحرس الثوري ومنظّمتها ومع قادة في حزب الله تحت غطاء دبلوماسي، هذا مع تحركات ميدانية، متسترين بالجوازات الدبلوماسية والمقرات والقنصليات الإيرانية، بما فيها القنصلية الثقافية.
وأضاف أن حزب الله كان رأس الحربة في التجنيد والتخطيط للجاسوس الإيراني عبد الرضا حيدر دهقاني، الذي اتفق مع الحزب على تجنيد وتدريب مواطنين في معسكرات الحزب على الأسلحة والمفرقعات والمدافع الرشاشة وأعمال مخابراتية وعسكرية. دهقاني هذا جاسوس إيراني الجنسية، يجيد اللهجة الكويتية، تغلغل في الكويت من خلال علاقاتٍ ودعمٍ استثنائيين، وتسترٍ بالعمل الدبلوماسي والمؤسسات التابعة لإيران، وقد حكم عليه غيابيًا بـ«الإعدام»، ويعتبر هو والكويتي حسن عبد الهادي علي حاجية محورَي «خلية العبدلي»، والعقلين المدبرين والمخططين لها.
وتابع : تتحرّك الخليّة وسط حذر شديد.. أماكن كثيرة تحرّكت عبرها خليّة العبدلي في الداخل والخارج، أسلحة هرّبت من إيران عبر البحر، والتدريب في مقرّات حزب الله بلبنان، والتحرّك في الكويت. واللقاءات السريّة تمركزت في مزرعة العبدلي، وديوانية الرميثية، وحسينية خورشيد. المتّهمون كلهم تلقوا تدريباتهم على أيدي حزب الله في لبنان، حيث تكفّل دهقاني المنضوي بالحزب منذ عام 1996 بترتيب كل أشكال التدريب والعودة بهم مجددًا إلى الكويت، وفي بعض الأحايين تتم الاجتماعات في سفارة إيران بالكويت.
خزّنت الأسلحة تحت الأرض بشاليه في منطقة النويصيب، والصبية والركسة. الأغرب أن لائحة الاتهام الغنيّة بالمعلومات الخطيرة والتي لم تقرأ وتحلل بما يكفي، ذكرت أن حسن عبد الهادي علي حاجية تواصل وتلقى دعمًا ماديًا من الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية، وأعضاء هذه الخليّة هم أقارب لمن قاموا بجريمة الحج في بيت الله الحرام عام 1989.
وأردف الكاتب : بين الحكم على الخليّة هذه وإعدام الـ47 مدانًا سعوديًا أقل من أربعة أيام، واتضح من خلاله أن الإرهاب الإيراني وتحرّك حزب الله في الخليج يعود بتطوّر أكبر، وإذا كان في أوائل الثمانينات وما تلالها قد فجّر المقاهي، وحاول اغتيال أمير الكويت، واستهدف طائرة «الجابرية»، وأشعل الحرائق وارتكب المجازر، فإنه اليوم يعود بتكتيكٍ قريب من سلوكيات الجماعات الإرهابية الأعنف بالعالم، فحزب الله الكويت وحزب الله الحجاز وحزب الله البحرين كلها تمارس نفس سلوك «داعش»، واختلاف المذاهب والمرجعيات لا يلغي تشابه أشكال الحركة وأساليب القتل، وأنواع الترتيب للعمليات والمخططات، وتنظيم «إدارة التوحش».