صحيفة الجارديان )البريطانية في عددها التاسع عشر لهذا العام
للكاتب البريطاني والمحلل السياسي ديفد هرست
سؤال يحتاج إلى وقفة أين هم أثرياء المملكة العربية السعودية البالغ عددهم أكثر من 113 ألف ثري يملكون ما يتجاوز مجموعه الـ 4 ترليون دولار ؟؟؟
أين هم من دعم الدولة السعودية في وقت الأزمات ؟؟؟
يتكرر المشهد وكأننا نعود لعام 1990 أثناء دخول السعودية حرب الخليج انسحاب من البورصة . تحويل الأموال بشكل سريع للأرصدة خارج البلاد . التزام الصمت وعدم الظهور والهروب من المواجهة
تجد الأثرياء يقللون من قيمة أبناء البلد كما فعل بعضهم عند رفع قيمة الوقود .
الحقيقة إن الحكومة السعودية تساهلت كثيراً مع التجار والأثرياء يعيشون في بلد يؤمن لهم الحماية ليلاً ونهاراً . كما يؤمن لهم الاستقرار والتعامل المالي دون فرض غرامات مالية وضرائب تجارية عالية ولا تجد عوائد تعود للدولة والمواطن بالنفع الكبير !
ففي دول عديدة في آسياء وأورباء والولايات المتحدة الأمريكية يعد التاجر والثري أحد أسباب نهضة البلاد ؛ فيطور ويشارك ويساهم في بناء المجتمع فتجده يمارس دور التنمية في البنية التحتية وتطوير البلد ويساهم في توسيع مجالات الدعم الوظيفي ، ويعمل على تزويد المواطن بما يحتاج من أساسيات الحياة كالمرافق والخدمات التعليمية والصحية من إنشاء مدارس ومراكز صحية وكل ذالك رغماً عن أنفه .
فيكفي أن الدولة تؤمن لك الجو المناسب والأمن والصلاحيات على أرضها وأنت تهيمن على الأموال وتحصد الأرصدة فيجب عليك ان تساهم
أثرياء الخليج يعرفون الهرب وقت الأزمات ووقت الحاجة لا تجدهم ولكن هذا التراجع في جهودهم وعطائم سببه التهاون معهم والتستر على اعمالهم ومكاسبهم الهائلة . المواطن الجندي يقف في الحدود ويتقاضى مرتباً يعادل قيمة وجبة من وجبات هؤلاء الأثرياء ويقاتل حتى الموت وهم يتمتعون برغد العيش ولا تجد منهم الدولة مساهمة ووقفة حقيقية في دعمها في الأوقات الصعبة .
فلذالك يجب إعادة النظر في أحوالهم وتشريع قوانين تجبرهم على بذل العطاء للوطن والمواطن كما يعطيهم الوطن بلا حساب أو الرحيل عن أرضه والذهاب إلى الدول التي تستطيع بالدكتاتورية السياسية أن تضع قوتها على كل التجار والأثرياء وتجيد التعامل معهم بقوة وتجبرهم على المساهمة الحقيقية والملموسة في المجتمع .
أما تجار وأثرياء الخليج فيكتفون بخزعبلات المساهمات الوهمية التي تبذل لما يسمى بالجمعيات الخيرية في بلدانهم التي تساهم في إنجاح حصد الثروات بعيداً عن أعين الحكومات والمواطن ! جمعيات لا أساس لها من الصحة وتبرعات تقدر بمليارات الدولارات تنشرها بعض الصحف والإذاعات وتخفي حجم التخلف الهائل للتجار والأثرياء في المساهمة لتنمية البلد .!!