التربية في مهب
الريـــــــــــــــــــــــح ؟!
ما المراد من سحب
التربية من الأسرة ومن المدرسة ومن المسجد ومن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن بقية مؤسسات المجتمع !
فال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
قال السعدي في تفسير هذه الآية: "فالأولاد عند والديهم موصًى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيِّعوا؛ فيستحقوا بذلك الوعدَ والعقاب، ووقاية الأهل والأولاد بتأديبهم وتربيتهم، وإجبارهم على أمر الله ،
وقال تعالى :
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ،
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ،
ويشترط في ضرب الصبي على الصلاة أن يكون ضربا هينا غير مبرّح ، لا يشق جلدا ، ولا يكسر سنا أو عظما ، ويكون على الظهر أو الكتف وما أشبه ذلك ، ويتجنب الوجه لأنه يحرم ضربه ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا يكون فوق عشرة أسواط ، ويكون للتأديب والتربية ، فلا يظهر به الرغبة في العقاب إلا عند الحاجة إلى بيان ذلك ، لكثرة نفور الصبي وتركه للصلاة ونحوه .
عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " . رواه البخاري ومسلم
قال ابن القيم رحمه الله :
" فقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " يريد به الجناية التي هي حق لله .
فإن قيل : فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية ؟ .
قيل : في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره , للتأديب ونحوه , فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث "
كما ينبغي أن لا يكون أمام أحد ، صيانة لكرامة الصبي أمام نفسه وأمام غيره من أصحابه وغيرهم .
وينبغي أن يُعلم من سيرة الأب مع أبنائه ، وتأديبه لهم أنه لا يضرب من يضربه إلا طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا قصد له من وراء ذلك إلا تمام مصلحته ، والحرص على تربيته على الوجه المشروع ، حتى لا يشب الصبي كارها للأمر الشرعي الذي يشق عليه ويضرب من أجل تركه .
وقال الشيخ الفوزان :
" الضّرب وسيلة من وسائل
التربية ، فللمعلِّم أن يضرب ، وللمؤدِّب أن يضرب ، ولولّي الأمر أن يضرب تأديباً وتعزيراً ، وللزوج أن يضرب زوجته على النشور .
لكن يكون بحدود ، لا يكون ضرباً مبرحاً يشقّ الجلْد أو يكسرُ العظم ، وإنّما يكون بقدر الحاجة "
ولنتذكر في الزمن الماضي كان القريب والجار وكل عاقل له الحق في المساهمة في
التربية لمافيه خير المجتمع ولا أحد يستنكر ذلك ،
وما تقوم به الآن ما يطلق عليها حقوق المرأة والطفل وما إلى ذلك من دفاع مستميت يحتاج إعادة نظر في الأساليب والغايات ،
همنا ألا يفلت أفراد المجتمع ويجتاز كل الخطوط الحمراء التي حددها الشرع والعادات والتقاليد المنبثقة من السنة النبوية تشبتا بما يقدم له من مثاليات مجدولة وموجهة ومصاغة بطريقة يصعب تفسيرها !
وفيما لو تم ما نخاف منه فسيتحول المجتمع لاستنساخ نفايات سلوكيات المجتمعات المنحلة وتشربها وتطبيقها تطبيقا مشوها !
وبالتالي نخسر دنيانا وآخرتنا !
وهذا أمل وهدف كل مستشرق ومستغرب من داخل مجتمعاتنا ومن قبل أعداء الدين والوطن كون لهم اهدافهم التي يعملون عليها بكل الوسائل ،
فلنحذر كل ما يحاك ضد عقيدتنا وثوابتنا ومواجهة كل ذلك بالحكمة والمعرفة والتزود بالعلوم المعاصرة لخدمة ديننا و وطننا ،
خالص التقدير أخوكم المجد1