توطين الاتصالات يكشف الستار عن رياديين أثبتوا كفاءة الكوادر الوطنية
عبدالقادر عبدالباري - جدة تصوير - محمد كديش سعود العيد - جدة
السبت 26/03/2016
توطين الاتصالات يكشف الستار عن رياديين أثبتوا كفاءة الكوادر الوطنية
تفاءل الكثير من المواطنين والمواطنات بصدور قرار وزارة العمل القاضي بقصر العمل في قطاع الاتصالات بأكمله على السعوديين والسعوديات وتفاعلوا معه، خاصة أولئك الذين بدأوا بالعمل في هذا المجال بإمكانات محدودة وتمكنوا من حجز مكان لهم في هذا القطاع، يقصده العملاء دون غيرهم من العمالة الوافدة، وذلك من مبدأ الثقة بالأيدي العاملة الوطنية، والكفاءات المتميزة من أبناء هذا الوطن.
القرار الذي أصدرته وزارة العمل أواخر جمادى الأولى الماضي، كشف الستار عن العديد من الرياديين في هذا القطاع، والذين أسهم هذا القرار في إبراز جهدهم ونجاحاتهم خلال عملهم فيه وتخطيهم جميع الصعوبات والعقبات التي واجهتهم، والتي كان العامل المشترك فيها هو منافسة العمالة الوافدة لهم، ومحاولة تضييق الخناق عليهم للخروج من القطاع.
«المدينة» رصدت العديد من تلك التجارب والقصص الخاصة بالمواطنين والمواطنات الذين اقتحموا سوق العمل في هذا القطاع، واستمعت لحكاياتهم ومسيرتهم.
البداية كانت مع غادة عبدالرحمن الترجمي التي لم تجد فرصة وظيفية بعد حصولها على درجة البكالوريوس في قسم اللغة العربية، لتلتحق بإحدى الدورات التدريبية في المدينة المنورة، وتتحصل على دبلوم في الحاسب الآلي، وهو المجال الذي وجدت نفسها تبرع فيه كونها تتعامل يوميًا مع الأجهزة الحاسوبية والذكية، لتبدأ في تطوير مهاراتها، وتجعل هوايتها وشغفها مصدر دخل لها منذ ثلاثة أعوام بدلًا من الوظيفة التي لم تتحصل عليها.
إذ بدأت غادة نشاطها في المحيط القريب بشكل محدود، وهو ما وجد قبولًا لدى أهلها وأقاربها، الذين بدأوا في تفضيل قيام غادة بصيانة أجهزتهم بدلًا من اللجوء إلى محال الصيانة المنتشرة في أرجاء المدينة، الأمر الذي أغراها بتأسيس مركزها الخاص في طريق الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، رغم استغراب الكثيرين من اقتحام امرأة مجال الصيانة والبرمجة.
أما في العاصمة الرياض، فإن اثنين من أبناء العمومة، وجدا أن أفضل سبيل لهما لتوفير مصدر دخل لهما هو العمل في التجارة بدلًا من انتظار الوظيفة، ليبدأ معاذ ومعتز المديهش مشروعهما بمبلغ زهيد لا يتجاوز خمسة آلاف ريال خلف طاولة صغيرة في إحدى محال بيع وإصلاح الجوالات في حي المرسلات، وسط مضايقة شديدة من العمالة الوافدة بغية إخراجهم من السوق، إلا أن طموحهما وإصرارهما كان أقوى من كل تلك المحاولات، ليبدأوا في تحقيق نجاحاتهم بشكل تصاعدي، فالطاولة الصغيرة تحولت إلى كشك لبيع أجهزة الجوالات بالجملة، وشيئا فشيئًا تمكنا من امتلاك صالة عرض كاملة تحتوي على 12 طاولة لبيع أجهزة الجوال ومستلزماتها، إلى جانب امتلاكهما متجرًا خاصًا بهما داخل الصالة لبيع أجهزة الجوال بالجملة.
وأبان معاذ أنه واجه العديد من تذمر العملاء خاصة في حال وجود فرق في السعر بينهم وبين العمالة الوافدة وتحديدًا في صيانة الأجهزة، إذ تلجأ تلك العمالة إلى استخدام قطع غير ذات جودة قليلة، وبالتالي فإن تكلفتها تكون قليلة، مقابل إغراء العميل بالسعر الأدنى، لتحقيق هامش ربح كبير، في حين أن غالبية الكوادر الوطنية تستخدم قطعًا ذات جودة عالية.أما الجوهرة القحطاني، والتي تخرجت من قسم شبكات وأنظمة الاتصالات من جامعة الأميرة نورة، فقد قادتها هوايتها إلى إصلاح جهاز «بروجكتر» متعطل منذ فترة في الجامعة، وهو الأمر الذي أدى إلى إقناع لجنة دعم وتطوير الأعمال المعنية باختيار المشروعات الرائدة لأن تنشئ مشروعها الذي تشاركت فيه مع شقيقتها مضاوي التي تحمل درجة البكالوريوس في اللغات والترجمة، لتبدآن العمل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
تقول الجوهرة: إبان دراستي ولأني كنت مشاركة في قسم نشاط الطالبات بالكلية، تمكنت من إصلاح أجهزة أهلي وصديقاتي، ومن ثم أصبحت أقوم بإصلاح أجهزة الطالبات، حينها قررت أن أنقل هذه الهواية من مرحلة الممارسة إلى مرحلة الاستثمار، وهو ما دفعها إلى إنشاء حساب لها في موقع التواصل الاجتماعي «» لاستقبال الطلبات للدارسات في الجامعة، وهو ما دفعها إلى استقطاب كوادر سعودية شاركنها في إدارة العمل وإنجاز الطلبات بسبب كثرتها بكل كفاءة واقتدار، ليحتفلن مؤخرًا بأول أعوام باكورة فروعهن، واللاتي تمكنن من خلالها تقديم أكثر من ألفي خدمة متنوعة بين إصلاح أجهزة الحواسب والهواتف المحمولة، لتحقق وفريقها المرتبة الثالثة للمشروعات الصغيرة في مسابقة «get in the ring» إلى جانب حصولهن على لقب أفضل المشروعات المقامة داخل الجامعة في مؤتمر تمايز النجاح، إضافة إلى إجرائهن دورة تدريبية لطالبات الجامعة لمدة أسبوعين، للتدريب على كيفية صيانة الأجهزة والشبكات بهدف التعريف بأنظمة تشغيل الحاسبات ومكوناته وكيفية الكشف عن المشكلات وحلها إضافة إلى مهارات أخرى.
دليل قوى على نجاح السعودة بقطاع الاتصالات المهم لا نلتفت للخونه ممن يحاولون احباط الشعب وبامر الله نفرح بطردهم من السوق بامر الله