الحسد من الأمراض القلبية التي تصيب بعض الناس ، بسبب الغيرة ، وعدم الرضا بالقضاء ، فمن الناس من إذا رأى نعمة أنعمها الله عز وجل على أحد من الناس ، تحركت نفسه الخبيثة ، وغيرته القبيحة ، وبدأ يفري ويهري في ذلك المسكين ، وكان الواجب عليه أن يدعو الله لأخيه بالبركة ، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ، ويمنعه عمن يشاء ، بحكمته وعلمه سبحانه .
فإذا أحس الحاسد بشيء في قلبه على المحسود فليجاهد نفسه ، ويكظم ما عنده ، ولا يفعل شيئاً يخالف الشرع ، لا يؤذي المحسود ، لا بقول ولا بفعل ، ويتضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن يزيل الحسد من قلبه ، فالإنسان إذا حسد ولم يحقق شيئاً لم يضره ذلك ، لأن الحسد كبيرة من كبائر الذنوب ، يؤاخذ عليها العبد ويحاسب عليها ، لأن في الحسد ضرراً للغير ، فإذا لم يفعل أذى للمحسود ، ولا كان سبباً في إزالة نعمة عنه ، ولم يتكلم في عرضه ، وإنما شيء في نفسه كظمه ، فإنه لا يضره ، ولكن عليه الحذر ، حتى لا يقول شيئاً يضر المحسود ، أو يفعل شيئاً يضره .
فالحسد خبيث ، يبدأ بصاحبه فيهلكه ، فهو يؤذي صاحبه قبل غيره ، ومتى أحس بشيء فليجاهد في كظمه وإبقائه في القلب من دون أذى للمحسود ، لا أذى فعلي ولا قولي .
وليعلم كل إنسان عاقل مؤمن أن الحسد خلق ذميم ، مع إضراره بالبدن والنفس ، وإفساده للدين ، حتى أن الله أمر بالاستعاذة من شره ، وسبب للهم ، وجالب للغم ، وربما قضى على صاحبه دون نكاية في عدو ، ولا إضرار بمحسود ، فكانت النزاهة عن الحسد كرماً ، والسلامة منه مغنماً . https://saaid.net/Doat/yahia/116.htm