لن أذكر معاناة ولكني سأذكر علاج وترياق ليس علاج شعبي
ولكنها تجربة تكللت بالصداقة مع هذا العدو..
هذا العدو الذي إن أهملته و قللت من خطورته
قادك إلى جميع عيادات المستشفى من عيادة المسالك
الى عيادة الكلى
الى عيادة القلب
الى عيادة العيون
الى عيادة الضعف الجنسي
ويجعلك تتعرف على أطباء وتخصصات ربما لم تعرفها من قبل والى عيادات طبية نادرة والى اشعة تصويرية خيالية
النتائج وكأنك في دهاليز هوليود..
وتحاليل واحماض وكأنك في معمل لصناعة الذرة..
قصتي مع السكر بدأت من 3 سنوات
وكان هذا المرض وكما عهدناه يظهر في اوج قوته وجبروته في بداية احتلاله واستعماره للجسد حتى يشعرك بوجوده لابد أن يقلب
كينونة جسدك اما بعلامات بيلوجية مثل العطش و جفاف الفم او كثرة التبول والخفقان وارتعاش الاطراف..
يفجعك بقدومه حتى تعد العدة لمبارزته رغم عن انفك..
ستعتقد بانتصاره عليك وضعفك...
جاء هذا الداء لجسدي البدين فانهكه وبرأه كما يبرأ قلم الرصاص..
غشاني في ليلة ظلماء وعند التحليل وجدته في قمة سطوته
خمسمائة..
فزعت الى اطباء وعباقرة الطب في بلدي..
كان كلامهم واحد و ادويتهم متشابه في الخط
أجعل السكر صديقك
كأنهم يعلنون ديمومة العلاقة بيني وبينه
خذ هذا المنظم..
لكن سكري متذبذب كتذبذب مؤشر مذياع بيد عجوز
لا فائدة
خذ هذا المخفض
وكأن سكري كف صبار لا ينخفض علقمه بقطعة سكر..
امشي..
السكر أكثر واحد طفشان يحتاج من يمشيه ويماشيه..
اصبحت متسكع مع نسمات الفجر بالحي وقبل الغروب..
والجيران اشفقوا علي من المشي.. الكل يوقف سيارته من أجل توصيلي غير مدركين أني امارس عقوبة وليس رياضة
نعم انها عقوبة الطبيعة ان يكون ممارستك للرياضة للشفاء وليس للوقاية..
كانت شذرات السكر على الكعك.. تجعل لعاب يتقاطر شوقا لتذوقها ولكني كنت اغلق فمي خشية انتقام الساكن الجديد سعادة سكر باشا..
كنت الاطفه واكلمه كما يكلم الاب طفله..
سوكو اسمح لي حبيبي بهذه القطعه ولن اكررها ولن اؤوذيك بها..
ومع هذا كان يتضجر كلما لمست طفاطف لساني ذرة حلو..
ومضت جحافل الايام عام تلو عام وكلما حللت السكر بزغة فواجع الارقام و و ؤادت كل احلام الشفاء او حتى المصالحات مع هذا العدو المتربص في البنكرياس .. لا ليس البنكرياس فحسب بل في كل براثن جسدي...
اصبحت لا احلل ولا احرم حلو
و مزقت كل معاهدة صلح معه..
اصبح كلانا يعاند الاخر..
أكلت او لم أكل سيغضب سوكو مني لا محالة ويدمر ما تبقى من خلايا هامله او خامله لا يهم..
طالم لن نتصلح...