غاب عن منزل عائلته في مدينة بريدة في القصيم منذ شهر ونصف الشهر، معتقدين أنه توجه إلى سوريا، إلا أن ياسر الحودي المتخصص في صناعة الأحزمة الناسفة وتورطه في قتل العميد كتاب العتيبي الشهر الماضي لم يسبق له السفر خارج السعودية. "العربية.نت" تحدثت إلى عائلة الحودي التي تفاجأت بورود اسمه في بيان الداخلية أمس الأحد. يوضح خالد الحودي "عم ياسر" أن الأخير كان شاباً عادياً جداً لم يلحظ عليه أي علامات تطرف أو تغير في السلوك، فقد كان اختفاؤه مثار تساؤلات في العائلة،
والبعض كان يتوقع أنه ذهب لسوريا. صاحب الـ21 عاماً، كان يتواجد في الاجتماعات والمناسبات، ويلتزم بحضورها بشكل اعتيادي، وقال عنه خالد الحودي: "كان طالبا يعتمد على أسرته في السكن، وكذلك المصروف. لم يكن ملفتاً سوى في غيابه الأخير". وتابع: "علمت عن مقتل ياسر الحودي من قبل جاري الذي سألني عن قصته وورود اسمه في بيان الداخلية". تدمير للعقل البشري
"ليس صعباً أن تتعلم صناعة الأحزمة الناسفة وامتهان القتل بشتى صوره، لكن الصعوبة تكمن في اختراق العقل البشري لتجعله مدمراً مؤذياً للناس والحياة".. بهذه الجملة لخص الخبير النفسي أحمد السبيعي حالة ياسر الحودي الذي قتل في مواجهات بيشة أمس على يد رجال الأمن.
وأشار السبيعي إلى أن هناك خللا عقليا لدى الإنسان يدفعه نحو الإجرام وأحياناً البحث عن بطولات وهمية وورقية تنهي حياته بصورة سريعة وغير متوقعة له. وقال لـ"العربية.نت": "هناك فجوة لدى البعض يستغلها مروجو الفكر الضال والمنحرف، لتوريط مثل هذا الشاب في العمل الإجرامي، وبعد سلسلة من الأعمال الإجرامية، لا يصبح أمام الشاب سوى المضي قدماً في أعمال تخريب لتنتهي حياته على نحو مأساوي".
إلا أن السبيعي أوضح أن ليس كل من لديه خلل في التفكير مجنون، فهناك من يكون لديه خلل وينساق بسهولة نحو الأفكار، ويغلب على طبعه الهدوء والانسياق بسرعة خاطفة لا تعطي الأسرة فرصة للحركة