رواية " أرض العميان " للكاتب البريطاني ( هربرت جورج ويلز ت 1946 م ) كُتبت هذه القصة الرائعة عام 1904
تحكي الرواية عن مهاجرين من بيرو هربوا من طغيان الأسبان ثم حدثت انهيارات صخرية عزلتهم عن العالم في وادي غامض مجهول وانتشر بينهم نوع من أمراض العيون فأصابهم بالعمى وورثهم الأحفاد في العمى حتى 15 جيل حتى نسوا نعمة البصر وعضو العينين .
ولكنهم استطاعوا مع الوقت تكييف أوضاعهم والتأقلم مع حقيقة عدم وجود البصر بالبصيرة وبالسمع وباللمس والإحساس ..، ونسي السكان ان هناك ما يسمى بنعمة البصر وبالعضو الذي يسمى عينان ...
هنا يظهر بطل القصة (نيونز) وهو مغامر شاب يهوى تسلق الجبال .. فوصل إلى بلاد العميان فلاحظ أن المساكن الوانها فاقعة غير متناسقة وبلا نوافذ ! ثم أدرك أنه في بلد العميان وتذكر مقولة ( الأعور يصبح ملكاً في بلد العميان ) فظن أن بإمكانه أن يجد مكانه هنا لأنه الوحيد المبصر بينهم
ولكن حاول مراراً إقناعهم بأنهم عميان وبأن هناك نعمة تسمى البصر يفتقدونها لكنهم لم يصدقوه واعتبروه مجنونا !!
حاول الفرار فلم يستطع أبداً واضطر للعوده إليهم بعد تعب وجوع ليقر بخطأه ويضع نفسه تحت تصرفهم
كانوا طيبين القلب وتقبلوا وجوده بينهم ببساطة .. وهنا يصادف المغامر فتاة من العميان كانو يعتبرونها قبيحه لأن وجهها مدبب ولها أهداب طويلة مما يخالف فكرتهم عن الجمال ! بينما هو لأنه مبصر استطاع أن يعرف أنها أجمل فتيات المدينة على الإطلاق
أحبها بصدق وتقدم لخطبتها .. فأسقط في يد أبوها هل يرضى بالمجنون الذي هبط عليهم من غير موعد ؟؟!! أم يرفضه ويترك ابنته القبيحه - في رأيهم - بلا زواج ؟؟
طلب مشورة حكيم قريتهم .. فكان رد الحكيم بعد فحص الشاب بأن سبب جنونه هو عضوين مزعجين في وجهه أعلى أنفه ( يقصد العينان ) وأنه يجب استئصالهم ليعيش طبيعياً مثل باقي سكان القرية !!
يرفض (نيونز) بإصرار .. ويصف لحبيبته في محاولة يائسة كل المتع والجمال الذي يراهم بعينيه ولكنها تلمس يده برقة وتقول انها تحب خياله (!!) ولكن يجب أن يضحي إذا كان يحبها
وهنا تحت ضغط الحب يقبل الفتى مستسلماً الخضوع لعملية استئصال عينيه .. ليصبح مكفوفا آخر في بلاد المكفوفين !
ولكن حب الحياة ينتصر في آخر لحظة ويجرب للمرة الأخيرة الفرار من أرض العميان وهذه المرة ينجح !