(( تجدون شرَّ الناس ذَا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجْه وهؤلاء بوجْه ))
كلما تأملت في هذا الحديث وفي حال كثيرٍ من البشر اليوم أجد عجبا ، والحقيقة أنّ فهم كثيرٍ من الناس للإسلام ( منقوص ) ، فمن يفهم الدين أنه مجرد عبادات ، فلربما رأيته من أكثر الناس صلاةً وصياما .. الخ ، لكنه في الحقيقة يعيش بوجهين أمام الله تعالى وكذلك هو
أمام الناس أيضا
ذكر لي أحد أقاربي قصة حقيقية عن رجلٍ إشتهر بمعاملات الربا في بلدته ، بل كان الربا لديه هو اشد أنواع الربا ـ ربا الجاهلية ـ
ولكنه أيضاً مع ذلك بنى مسجداً إشترط أن يكون هو إمامه !
يقول القريب : في أحد الصلوات شاهدته يخرج ـ رزمة من النقود ـ بعد تكبيرة الإحرام وكأنه يعدها ، لكن هل يعقل أن يفعلها في الصلاة ؟
هذا القريب ـ رحمه الله ـ يقول إنصرفت من صلاتي وتركته وصليت لوحدي في نهاية المسجد ( لست بصدد الحديث عن تصرفه )
وبعد الصلاة ذهبت إليه وقلت لماذا أخرجت النقود وأنت في الصلاة ، فقال ضاحكاً : إستلمتها من أحدهم قبل الصلاة ولم أعدها
وتذكرتها وقلت قد تكون ناقصة وأخرجتها وعددتها ؟
،،،،،
حين أراك قد تقدمت الناس إماماً ، هل أظن فيك إلا الخير وأنك ممن يُقبل على صلاته ، وهو يظن أنها صلاة مودّع ، فلماذا تخيب أمالهم !!
وتضع نفسك في موقف محرج لك ولهم !!
،،،،،
أما في معاملات الناس بعضهم البعض فحدث ولاحرج ، عن إستخدام الأقنعة ،وحسب الظروف
الأخوة الكرام : لايلام الإنسان إطلاقاً على بحثه عن مصلحته ، لكنه يلام حين يجعل ضرر غيره مصلحةً له ، كحال بعض الموظفين مثلاً حين يتقرب لمديره مثلاً بنقل كلام زملائه ، وهو ذاك الذي يجلس معهم ويباسطهم ، لكنه ينقل الكلام تقرباً لعله أن يحظى برضى رئيسه ، وربما ترقية أو إجازة ، أو إعفاء من بعض المهام الخ
وفي حين يصب جام الغضب على البقية
تجد ذاك ربما ينظر لهم مشفقاً ،وقد نزع أحد الأقنعة حسب ماتقتضيه الحالة ..
،،،،
في كتاب الله تعالى سورة سميت ( المنافقون )
بل في بداية سورة البقرة وهي أول سورةس بعد الفاتحة في المصحف ، لك أن تعد الأيات التي ذُكرت في ( صفات النفاق ) وتلك التي ذُكرت
في ( صفات الكفار ) !!
،،،،،،
لست هنا ـ وأكتب في منتدى لايتخصص بهذه الأمورـ بصدد ذكر وتوضيح أقسام النفاق
ـ إعتقادي ـ عملي ـ وأنواع كل قسم ،
لكنني أحذر من النفاق بجميع أنواعه ،ومن الأقنعة المتعددة ، يوماً ما
لن تجد قناعاً واحداً رغم كثرتها اليوم بين يديك ..