موت قائد جيش محمد في السجن : لماذا لم ينقذ البعثيون أسراهم بالقتال أو المساومة؟
فادت مصادرغير رسمية في وزارة الداخلية ببغداد بوفاة قائد جيش محمد الذي سبق أن شكله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في اعقاب سقوط بغداد .
وكان القوة الرئيسية التي قاتلت القوات الامريكية في الفلوجة وأنحاء الأنبار عام ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ قبل أن يتمكن الأمريكان من أسر العقيد الركن مؤيد ياسين قائد ذلك الجيش . وقال متحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق حتى يوم الاحتلال الامريكي في نيسان ٢٠٠٣ ان القوات الامريكية سلمت الأسير ياسين الى السلطات العراقية ووصف صلاح المختار القيادي في البعث تلك السلطات ب (نغول) اسرائيل الشرقية في اشارة الى ايران ، وانه مات في السجن من دون ذكر تفاصيل عن كيفية موته .
والعقيد الركن مؤيد ياسين من الضباط الخبراء في قتال الايرانيين في حربهم التي شنها الامام الراحل اية الله الخميني ضد العراق في اطار تصدير الثورة الايرانية في الثمانينات من القرن الماضي .
وشهد الامريكان بقوة جيش محمد ودوره في ادارة معارك الفلوجة في حينها وكيفية تسخيره المتطوعين العرب في عمليات انتحارية الحقت بالقوات الامريكية خسائر كبيرة ، ولا ينسى الامريكان اربعة من جنودهم الذين علق جيش محمد جثثهم على جسر في مدخل الفلوجة مما هز المعنويات الامريكية واستوجب لجورج بوش شن العملية الكبرى بقوات ثلاث فرق امريكية وستة اسراب طائلات مقاتلة لدك الفلوجة وفعلا جرى تسوية معظم احيائها بالتراب ،
ويتم احتجاز عناصر النظام السابق لاسيما ضباط الجيش والكادر المتقدم للبعث في سجن الناصرية ، ويستغرب المراقبون عدم تناول اعلام البعثيين ذلك السجن بأية متابعة في حين انه اسوأ مكان انتهى اليه حزبهم ، كما يستغربون عدم وجود محاولة واحدة من البعثيين في تخليص رفاقهم من ذلك السجن البعيد في جنوبي العراق .في حين تمكن تنظيما القاعدة و الدولة الاسلامية من تحرير كامل عناصرهما من السجون في العراق بعمليات متقنة في سجن بادوش وابو غريب كما لم يقم حزب البعث بمحاولة واحدة لانقاذ رئيسهم صدام حسين من قبضة الامريكان في سجنه ببغداد ولم ينجحوا في اية عملية ضد الاحتلال لمساومتهم لاطلاق سراح صدام ويعزو المراقبون ذلك الى مقتل طليعة القوة القتالية للبعث واسر العدد المتبقي في معارك السنة الاولى ضد الاحتلال الامريكي ، وكذلك بسبب الضعف التنظيمي الذي تسبب في تحول ولاءات عدد من كوادر التنظيم البعثي الى فصائل اخرى معظمها اسلامي
غير ان مصدرا بعثيا قال ان البعث الذي اعطى مائة وستين ألفا من الشهداء في سوح القتال وسجون العصابات الحاكمة في بغداد لم يدخر جهدا في سبيل تحرير اسراه لكن البعث ليس كتنظيم داعش الذي عقد صفقة مع المجرم نوري المالكي والمجرم قاسم سليماني في تهريب عناصره من سجن ابو غريب لتنفيذ صفحة احتلال مدن في العراق من اجل استكمال المشروع الايراني الصفوي
وضم جيش محمد عددا كبيرا من ضباط الحرس الجمهوري والجيش العراقي السابق والمخابرات وقوى الامن وتم تفكيك الجيش بين قتيل واسير وقسم التحق بالفصائل العراقية الاخرى منذ ذلك الحين وحتى الآن.