قام ثامر السبهان سفير المملكة العربية السعودية في العراق، بتقديم الشكر للسيد حسين الصدر على تواصله بإستمرار مع الجانب السعودي.
وفي تغريده له على موقع التواصل الإجتماعي ” ” وجه السبهان عبارات الشكر للصدر، وقال ” الشكر والتقدير لسماحة السيد حسين الصدر على تواصله الدائم وهو من رموز المحبة والاعتدال ومثال حي لدماثة الأخلاق اللهم كثر من امثاله”.
وجدير بالذكر، فإن المرجع الديني في العراق حسين الصدر الذي يمارس عمله من بغداد وتحديدا من الكاظمية يعمل على تقديم إسلام عملي ويتميز بالوسطية مبتعدا عن التشدد والطائفية والمذهبية والإهتمام بكل مواطن عراقي سواء كان مسلما أو غير مسلم في إطار مشاريع لخدمة العراقيين على الصعيد الإجتماعي والثقافي والأكاديمي.
وللإشارة، فقد حل كل من الشيخ علي السوداني والدكتور منذر العبسلي السعدي مطلع العام الحالي ضيوفا على السفير كممثلين للسيد حسين الصدر حيث رحبوا بإفتتاح السفارة السعودية في بغداد عاصمة العراق وتمنوا إقامة طيبة للسبهان في العاصمة العراقية.
تحليل حفايا السياسة :
حسين الصدر هو عالم ومعمم شيعي عرف عنه الاعتدال، والمناداة للتعايش، وكان يستعين به الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تهدئة الأوضاع بين العشائر والتصدي لمناوشات القبائل الشيعية ضد حزب البعث في ذلك العهد، رغم الاختلافات التي كانت بينه وبين حزب البعث.
ولاشك ان سياسة المملكة العربية السعودية تعتمد على الدبلوماسية ذات النفس الطويل للوصول لمساعيها ومصالحها الخارجية كخيار أول، بدون اللجوء لفرض العضلات وافتعال البروباغندا الإعلامية والزوبعات والسياسية، خاصةً اذا ماتعلق الامر ببلد شبه محتل كالعراق.
فحدود العراق تعتبر ثاني أكبر حدود مباشرة مع السعودية بعد الحدود اليمنية، وللاسف فان العراق وقع في فخ السيطرة الامريكية الإيرانية، وكان ومازال اكبر مهدد للأمن القومي السعودي، من هنا اولت السعودية اهتماماً للعراق، رغم ضيق نطاق تحركها فيه، في ظل السيطرة الإيرانية الأمريكية، فقد استطاعت بناء علاقات دبلوماسية مع العراق ونصبت سفيراً لبقاً وأعطت له الصلاحيات اللازمة لبناء قاعدة علاقات قوية مع اطياف مختلفة من الدبلوماسيين العراقيين وزعماء العشائر هناك.
فيما عرف العالم الديني حسين الصدر في عهد مابعد صدام، بمواقفه المناهضة لتسليم دولة العراق العربية لدولة ايران الفارسية التي تحمل الضغينة والحقد على العرب هناك وتستخدمهم فقط لتنفيذ أجنداتها وأحلامها التوسعية بالمنطقة العربية، وتعبر علاقة السعودية مع التيار الصدري بشكل هام مكسباً جيداً للدوبلوماسية السعودية، خاصة وان له اتباعاً كثر من المرجعيات الشيعية والعشائر في مناطق مختلفة من العراق.
وللسعودية نظرة بعيدة فيما يخص العراق، فهي من اكثر الدول التي غاصت في وحل الاستعمار الغربي الصهيوني الفارسي، نظراً للتعقيد الذي لازم قضيتها منذ اندلاعها، وكونها وقعت وغاصت في ذلك الوحل، قبل اندلاع الربيع العربي، الذي ايقظ الجميع لاحقاً، لكن بعد ذهاب العراق، ويأمل قادة العرب ان يلتفتوا قريباً لذلك البلد بشكل جدي وحازم، لكن بعد إتمام مهمة إنقاذ اليمن ثم سوريا.