بسم الله والحمدلله ..
وافق قدراً ومن حسن حظي أن أدار السادة ضبّاط المنتدى عليهم السلام رحى تفعيل الاشتراكات ولم يمض على تسجيلي سوى بضعة أشهر على خلاف من قضى سنين عددا وهو يتقلّب منتظراً ساعة الشرف في الانضمام لهذا الصرح المهيب .
ثم وافق قدراً أن تكون ساعة قبولي متزامنة مع اقتراب موسم الزواجات وأيام العسل التي جرت العادة مؤخراً ان تُقضى بين عواصم مختلفة حول العالم ليس من بينها مدينة تنسب للمملكة السعودية كلأها الله بعنايته ..
وبعد
إياكم وحبائل الشيطان وجنده وأعوانه ..
كنت في مدينة خليجية اشتهرت بالانفتاح والحرية ..
جلست على طاولة أحد المقاهي وبين يدي قهوتي وسيجارتي وهاتفي وقصائد أديرها في رأسي ، وبيني و بين الشيطان كالذي بين الحق والباطل والظلام والنور حتى سمعت الكرسي الذي بجواري يتحرك والطاولة التي عليها حاجاتي تهتز فإذا بشابة بارعة الشَّكل تملأ العين حسناً تجلس بجانبي جمع الله لها من الحسن ما لو تفرّق بعضه في خلق الله لخلت قواميس اللغة من قبيح وشنيع وبشع ودميم ..
وكنت اظن أن الشمس تشرق من حيث تظنون حتى رأيتها تشرق من وجهها ..
ولا أدري تبسمت في وجهي أم كان برقاً غشى عيني فأعماني لوهلة وقالت بالإنجليزية : من فضلك سأترك جوالي ومحفظتي عندك دقيقة وسأعود ..
وقلت حباً وكرامة ، تسمرت في مكاني لا تتحرك فيني خلية ولا ينبـض قلب ولا تصعد فكرة ولا تنزل خاطرة حتى عادت وبيدها كوب من العصير وجلست بجانبي مرة أخرى وعادت إليّ روح الحياة فنبــض قلبي وتحركت خلاياي ومضت الأفكار والخواطر تجري في عقلي ..
شكرتني بحرارة عالية متكلفه وكأني انقذتها من موت أو تفضلت عليها بأمر عظيم ومدّت يدها تصافحني وكنت قد زوّرت في نفسي ألاّ اصافحها ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي السفِنُ وما إن مست يدي يدها إلا وانتفض جسدي وكأن الذي بين يدي خط الكهرباء الرئيسي الذي يغذي الرياض لا يد امرأة حسناء ..
قالت تبدو متعباً ، قلت أشد مما بدا لك وأكثر مما تظنين وأعمق من خيالك .. ضحكت وقالت : أنا ممنونة لك وإذا شئت رددت لك هذا الجميل ثم قالت كلاماً آخر اتحفظ عن ذكره .. ووالله وكل يمين علي لازم إلى يوم الدين ما كنت أظن مثلها مومس وبائعة هوى لما فيها من حسن وجمال وبهاء لا يستقيم معه إلا نقاء العرض والنأي عن الدنايا والبراءة من المطاعن حتى أوغلت في الكلام ولمحّت وصرحت..
كنت أظن مثل هذه زوجة لسيّد في قومها ومسئول في بلدها .. لكن لا تعليق ..
وما إن تجلّت لي حقيقتها حتى سقطت من عيني واستحال الاعجاب والانبهار إلى شفقة واحتقار ، فلمّا آنست مني غير الذي أملته ، نهضت تجر ثوبها فغابت عن عيني دقيقة ثم وجدتها على طاولة شاب عشريني يافع من ابناء وطننا الغالي بدا لي أنه حديث عهد بالسفر ، لم يستغرقا أكثر من دقيقتين حتى انطلقا إلى حيث لا يخفى على الأريب منكم .
وبعد يومين وجدت الشاب نفسه يسير في أحد الأسواق ومعه امرأة عفيفة شريفة محجبة محتشمة قاصرة الطرف فقلت الحمدلله الذي زرع في شبابنا الخير وأعوذ بالله من سوء الظن ، يومين فقط وهدى الله على يديه مومس !!
صحيح أنها اكتنزت لحماً وشحماً ونقص من طولها مقدار ذراع واكتست شيء من السمرة .. لكن يهدي الله من يشاء !!!!!!!!.