نقطة الثبات أسامة الرميان
.....................................
********************************************
نقطة الثبات هي نقطة نكون فيها ولا تتزحزح بسهولة إلا بعد عمل متواصل وشدة وصبر ! العمل المتهاون لا يحركها بسهولة ! لضرب مثلاً عليها انظر إلى وزن جسمنا، نلاحظ أن لا يتغير بسهولة بين ليلة وضحاها وأنه ثابت ! فرضاً لو خففنا من الطعام ومارسنا تمارين مجهدة ليوم واحد نتفاجأ أن الوزن لم يتغير ! ذلك لأن الأيظ أو التمثيل الغذائي قلت سرعته ليحافظ على نقطة الثبات ! ونفس الشيء إذا شخص نحيف قرر في يوم من الأيام أن يأكل كميات كبيرة من الطعام الممتليء بالسكريات والدهون المشبعة فإن الأيظ أو التمثيل الغذائي تزيد سرعته بشكل هائل للحفاظ على نقطة الثبات بالوزن !
وهذا المثل ينطبق على جميع أمور حياتنا، مثال آخر كتاب نقرأه أو كلام نسمعه مخالف للقناعات الداخلية لا يتم تقبله من المرة الأولى لأن القناعات الداخلية ستثور وتقاوم هذه الأفكار لتعود بنا إلى نقطة ثباتنا السابقة التي نشعر بالراحة فيها بدون مقاومة داخلية !
الصورة المرفقة توضح نقطة الثبات على شكل منطقة راحة بشكل مستطيل، وللخروج من منطقة الراحة لا بد من العمل المتواصل وبشدة ولذلك لا بد من وضع خطة عمل بجدول منظم وفيه شدة ولذلك تم تسميته جدول الشدة ! وبه تسطيع الخروج من منطقة الراحة وكسرها للخروج عنها لتشعر بالحرية بعد الخروج من هذا القفص ! هذا القفص قد يكون سيئاً ولذلك الأحرار عندهم الحرية في الخروج منه !
للخروج من منطقة الراحة علينا الصبرعلى الجهد وهو سر الناجحين ! الفرق بين الناجحين والفاشلين هو ليس زيادة ذكاء ولكنه الصبر على الجهد وفي كتاب الله "وبشر الصابرين" وكذلك أن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب ! بحثنا هنا ما هي مدة الصبر على الجهد كي نكسر هذا المستطيل أو نقطة الثبات ؟ في عالم الأدوية حددوا مدة ال Lag time أن لا تقل عن أسبوعين متواصلين ! أنه إذا أردت أن تعالج نفسك من مرض عليك أخذ الدواء لمدة لا تقل عن أسبوعين والمواضيع متشابهة ممارسة الشدة بالعمل الصالح الصحيح لمدة لا تقل عن أسبوعين فإنه سيتم زحزحة نقطة الثبات ! ولكن إذا القناعة لها جذور عميقة فإن مدة الصبر تزيد والكثير من خطط الشد حددوا 21 يوماً لاجتياز نقطة الثبات ! ولكن كذلك إذا كانت جذور القناعة عميقة فإن الصبر على الجهد عليه أن يزيد إلى شهر ! وافضل مدة أعجبتني لتنظيف القناعة والصبر عليها هي المدة التي واعد فيها موسى ربه وهي 40 يوم ! (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) ولذلك لكسر منطقة الراحة الصبر عليها ما بين أسبوعين إلى أربعين ليلة !
تجربتي الخاصة هي الحمية الغذائية التي أمشي عليها مع التمارين الرياضية، نحن الرياضيون نحرص على قياس الخصر ونسبة الدهون بدلاً من قياس الوزن لأننا بالحمية نزيد بالعضلات وننقص بالدهون ولذلك الوزن ليس معيار للتقدم ولكن بشريط قياس نقيس الخصر ! وما لاحظته بشريط القياس أن الخصر لم يتغير رغم الجهد والحمية فإنه ثابت ! ولكن فجأة بعد مرور أسابيع ينقص كثيراً ثم يثبت أسابيع أخرى بالرغم من الاستمرار بالجهد والحمية بجدول الشدة ثم فجأة يتزحزح ثم يثبت أسابيع وكتبت تغريدتي بال لكسر نقطة الثبات الثالثة في رحلتي في جدول الشدة ! وحسب الرسمة المرفقة فإن الكسر ما بين منطقة الراحة السابقة ومنطقة الراحة الجديدة ما زال مكسوراً ولم يلتئم بعد ! ولذلك حتى بعد الخروج منه ورفع الصبر عن الشدة فإن من الممكن أن يعود بسرعة للمستطيل السابق ! علينا الصبر إلى أن يلتئم الكسر عن المنطقة السابقة كي لا نعود لها ،،،
الروحاني دي لاما اقترح على مجموعة من الروحانيين ومن ضمنهم ديباك تشوبرا أن يأتوا بمعادة للسعادة وبعد البحث خرجوا بهذه المعادلة == السعادة = التغيير لنقطة الثبات + التغيير في ظروف الحياة + التغيير في القيم
أن الذي لا يتسطيع تغيير نقطة ثباته لن يستطيع التحرر من عاداته السيئة ليشعر بالسعادة !
التغيير في الظروف الحياتية لا يمثل من السعادة أكثر 12% ولذلك تغيير نقطة الثبات من أهم أسرار السعادة والحياة المطمئنة لأن الكثير ممن فازوا بالجوائز النصيب بأموال طائلة بسبب أن نقطة ثباتهم لم تتغير فإنهم لم يرتاحوا إلا بعد أن خسروا جميع أموالهم !
ولذلك من محاضرة الإستحقاق فإن الإستحقاق هو المقدرة على تغيير نقطة الثبات ! من يستطيع أن يغير نقطة ثباته فإنه عنده استحقاق عالي ومن لا يستطيع تغيير نقطة ثباته فإنه استحقاقه منخفض لأن نقطة ثباتك هو ما تستحقه وهو ما يتفاعل معه التسخير لأنه من القلب ! وما تكسبه قلوبنا هو الذي يجذب ما في الكون وتسخير ما في السموات وما في الأرض ، فعلينا معرفة ما في قلوبنا من نقاط ثبات ! ونقطة الثبات هي التي تحركنا وفي كتاب الله (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً ) ولذلك إذا وصلنا إلى هدفنا المنشود نطلب من الله أن يثبتنا عليه وأن لا نتأخر عنه !