مساجدهم مصلين خاشعين،وسارعوا إلى مصاحفهم تالين متدبرين،ورفَعوا أكفهم مبتهلين داعين،وسلكوا طرق الخير،وبذلوا الصدقات وشاركوا في التفطير،واغتنم بيت الله منهم من اغتنمه فزاره واعتمر،
أَبهذه السرعة ذهب ثلث رمضانَ،وقَد كاد شهرنا ينتصف،لا بد أَن نقف مع أَنفسنا وقفات محاسبة،
وكذلك نستشعر أجر الصيام العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم(يقول الله عز وجل،كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي )رواه مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،
فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة، يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة،باب الريان، والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك، وفتح أبواب الجنة، وتغليق أبواب الجحيم، وسلسلة الشياطين كل هذه
الأشياء وغيرها إذا استشعرنا فضلها وعملنا جادين على الحصول عليها يبعث الهمة ويضاعف الجهد في استغلال لحظات هذا الشهر الكريم،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مائة عام)رواه ابو داود،والحاكم،
وقال عليه الصلاة والسلام(من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً)المحدث،الألباني،المصدر، صحيح الجامع، ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى
من هذا الشهر تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى، فكم من الناس الذين وافاتهم آجالهم ولم يدركوا هذا الشهر فهذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل، والقيام لله رب العالمين،
اللهم اجعلنا ممن عمر هذا الشهر بالعبادة،وأعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك، وارزقنا توبة نصوحاً، وعملاً متقبلاً، وصياماً مبروراً،وقياماً مشكوراً،وأحينا سعداء وتوفنا شهداء واجعلنا في
الجنة مع النبيين،والصديقين والشهداء ، اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات،وثبت قلوبنا على دينك،واختم لنا بالصالحات،واغفر لنا ولوالدينا وذرياتنا والمسلمين،واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار،وجعلنا جميعاً فيما نستقبل من شهرنا خيراً مما ودعنا، اللهم آميـــن.
,,,,
,,
, منقول للفائدى ........