تحيّة ماجدة للزملاء الأعضاء والسادة ضبّاط المنتدى لا اضحى الله ظلهم .
أنا يا سادة فلاح غلبان أصبح وأمسي كفافا لا ليّ ولا علي ، وابتليت بجار سوء يدعى أبو ناصر غليظ الطبع مشنؤ العشرة ما رأت عيني اغلظ منه ، وكان قصيراً مخروط اللحية عريض القفا عبوسا قطوبا سميناً بطيناً شحيماً لحيماً يزيد وزنه كل يوم بمقدار ما يأكل ، ويأكل بمقدار ما يزيد وزنه وكأن الذي ينزل بطنه لا يخرج مع امعاءه إذا مشى كأنه يتدحرج وإذا تكلم كأنه يتجشّأ ، يزعم زوراً وبهتاناً بأنه "مطوع" ورجل دين وصلاح وفلاح ، ولكن هل الدين إلا حسن المعاملة ؟
اعتادت يده على طرق بابي واقتحام مجلسي لا ضيف خفيف ظريف تأنس النفس بصحبته ومجالسته ، بل منكِر وناصح وواعظ خشن أثقل من رقيب على صدر عاشق ، وكان لا يغيب عن عيني فترة من الزمن إلا جاء يجدد العهد وبصحبته دوماً ثلاثة مخابيل يسيرون برتابة منضبطة فلا يتقدم أحدهم على الآخر ولا يسبق بعضهم بعضا ، وظيفتهم التهام العشاء واستئصال اللحم ومطاردة فلول الرز والتجشأ بعد الشبع .
وبعد أن يتضلعوا من الطعام ويملئوا اوعيتهم من الشحم واللحم ، يتفرغون للتحقيق معي ونصحي وعظي والانكار علي وكأني من يهود بني قينقاع فإذا جادلتهم غضبوا وخرجوا من عندي وكأنهم خرجوا من بيت مناحيم بيغن .
افردوا مجلساً كاملاً عن لحيتي كيف اختفت ، ومجلساً عن تلفازي وماذا أشاهد ، وآخر عن سائقي وضرره.
آخر مرة جاءوا إلي طردتهم شر طرده وقلت : وأيّم الله لو خُيّل لي بأن ظلّ مخلوق منكم مرّ من عتبة بابي لأصنعن فيه صنائع لا تخطر على قلب شيطان مجوسي يؤمن بأن طريق الجنة لا يمر إلا من خلال حرقكم أحياء .
فأرعدت فرائصهم وأرعشت مفاصلهم وتقعقعت أضراسهم وانطلقوا يولولون ، ولم أزل اتقلب بنعم الله حتى ساعة مقالي هذا .
وخلاصة الأمر أن الدين كله خير ونور وجمال على جمال وكان سيدنا رسول الأمة صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة خشية أن يسأموا ويضبط المقال بما يناسب مقتضى الحال وينزل الناس منازلهم .
ومما يجب أن يعلم أن دين الله يمثل نفسه ويخبر عن حاله لا الناس يخبرون عنه ولا أحد يمثله ، وأضراب هؤلاء الشرذمة يسعون لتشويه صورة الدين وأهله بصلفهم وغرورهم وتحقيرهم لمن سواهم ، والعاقل من الناس من قعّد في عقله ثابته لا تمحى مع الليل والنهار أن التعميم لغة الأغبياء .
كلمة للإخوة السرابيت من حزب "طف النور" .
لا يأتيني اليوم صلمعة بن قلمعة يغلي من الغيظ ويفور من الغضب يزبد ويرعد ويقوم ويقعد لأنه قرأ ما لا يسره فأنا يا أجذم اليد لا أكتب على جدار بيتكم .