أخي وشقيقي وطريدي سلطان
إبتلاه الله بشلل الأطفال قديماً في زمن كنا نعيش
فيه الفقر والجهل
وتلاحقته قدرة الله وأنقذته وأجرينا له عمليات جراحيه وتشافى تماماً وبالكاد تلحظ العرج في مشيته
يعجبني
في سلطان انه سلطان بلا مملكه
وقاسي على نفسه في محاربة المحرمات
وطموحه بلا حدود
غادرنا
إلى بريطانيا للبحث عن الدكتوراه
رغم أننا كلنا وقفنا ضده بسبب أن وزنه
زاد وقدمه أتعبته
وبسبب أن إبنته الكبرى تعاني من مرض (المنغوليا)
ولكنه أصر وقال لنا عند وداعه وهو يشير
إلى إبنته المنغوليه/ ربي سيسهل دربي بهذه
فقال له أبي وهو يشير إلى قدمه /
الله يجعلني أشوفك تخطو بها في الجنه
وفي السنة الأولى
من غربته أُصيبت إبنته
الكبرى بمـس من الجان ولم يُثني هذا من عزمه
بل كان يغلق الباب عليه وعليها ويتصارع
مع الجان بالقراءه
وتسبب له صراعه مع الجان في صراع مع
الشرطه البريطانيه وعانا وعانا ..
وتعذب معها كثيرا حتى شفاها الله تماماً
بعد سنه من علاج أبيها لها
وفي أخر سنه
من غربته أُصيب سلطان
بمرض السكر وأصابنا كلنا الهم والحزن
وحاولنا فيه أن يعود بلا جدوى
وفي أخر يوم من شعبان
وأول ليله من رمضان
جاءنا سلطان وهو يعرج ويلبس لبس جامعات النصارى والدكتوراه معه
فكانت تلك الليله أجمل وأحلا ليله في
عمر أبي وعمرنا
الليله
ليلة عيد عند المسلمين
وليلة عيد وحزن عندنا
فقد وقف سلطان مودعاً لنا بعد ان طلبته
الجامعه في بريطانيا للحضور ولم يقبلوا له عذر
قال له أبي وهو يودعه ويسليه بعد ان لاحظنا عليه الحزن والهم لسفره ليلة العيد
قال له أبي /
عطني يا سلطان الدكتوراه وخذ مني ماتريد !
فرد عليه سلطان برد أبكانا كلنا وقال/
ياليت ربي يابوي ياخذ عني المال والبنون
والدكتوراه ..ويرحمني من السكر ...
أدمعنا وأبكانا وصدينا عنه
وبقي معه أبي يوبـخـه على هذه العباره التي
لم ينبغي منه أن يقولها
لنتذكر إخواننا المرضى بالمعونه
لنتذكر أحبابنا الموتى بدعوه
لنتذكر نعم الله علينا
لنتذكر هل قدرنا الله حق قدره
لنتذكر كيف عصينا الله ولازال يـمهلنا