بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
سورة الكهف مكتوبة الشيخ فارس عباد اروع واجمل تلاوة
وقفه بلاغية مع آية " فما اسْطاعُوا أن يظْهَرُوهُ وما اسْتَطَاعُوا له نَقْباً " ـ
كنت أتساءل دائما باستغراب أثناء قراءتي لهذه الآية :
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } ( الكهف: 97) ، وأقول : ما الفرق بين : ( اسطاعوا ) و( استطاعوا ) ؟!!
فبحثت في كتب التفاسير ، مبتدئة بتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي فلم أجد ، ثم ذهبت إلى تفسير البغوي وغيرهما والحال كما هي لم أجد مبتغاي ، فهممت أن أرفع يدي إلى تفسير ابن كثير – رحمهم الله جميعا - فقلت ربما لن أجده ، فسألت أخي ما الفرق بينهما ؟ فلا جواب للسؤال ، بيد أنه أحالني إلى تفسير ابن عثيمين – رحمه الله – وقال : ( اذهبي له فهو ما شاء الله لم يترك شيئا إلا وعلمنا إياه ) ، وفعلا استجبت لنصحه ، فأنارني الشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين ) بنور علمه - رحمه الله - حيث أنه قال :
قوله تعالى : { فَمَا اسْطَاعُوا } و { ما استطاعوا } معناهما واحد ، وسبق في قصة موسى مع الخضر { ما لم تستطع } و { ما لم تسطع } .
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ } يعني : أن يصعدوا عليه ؛ لأنه عالٍ ؛ ولأن الظاهر أنه أملس ، فهم لا يستطيعون أن يصعدوا عليه .
{ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } لم تأتِ التاء في الفعل الأول { اسطاعوا } وأتت فيه ثانيًا ، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، أيهما أشق أن يصعدوا الجبل أو أن يَنقبوا هذا الحديد ؟
الجواب : الثاني أصعب ولهذا قال : { وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } لأنه حديد ممسوك بالنحاس ، فصاروا لا يستطيعون ظهوره لعلوه وملاسته ، فيما يظهر ، ولم يستطيعوا له نقبًا لصلابته وقوته ، إذًا صار سدًا منيعًا وكفى الله شر هؤلاء المفسدين وهم يأجوج ومأجوج .
سؤال : ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻓﻤﺎ اسطاعوا وما استطاعوا ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ الكهف ؟ الحمد لله
ج: قال الله تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) الكهف / 97 .
وقد جاء مثل ذلك أيضا في السورة نفسها في قوله تعالى : ( سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) وفي آخر القصة : (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) .
يقال : (استطاعوا) و(اسطاعوا) بالتاء وحذفها ، وهما بمعنى واحد .
وذكر بعض المفسرين أن الفائدة من هذا التغاير هي فائدة لفظية ، وأن هذا هو مقتضى الفصاحة ، حتى لا تكرر الكلمة بلفظها فإن ذلك معيب عند الفصحاء .
وهذا ظاهر في قصة ذي القرنين ، لأن التكرار واقع في الآية نفسها .
وذهب آخرون إلى أن الفائدة من هذا : فائدة معنوية ، وهي أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، فزيادة حرف (التاء) في إحدى الكلمتين تدل على أن الاستطاعة فيها أشد من الكلمة التي حذفت منها التاء ، فعند المقابلة بين أمرين ، يقال في الأشد منهما : (استطاع) بالتاء ، ويقال في الأخف : (اسطاع) بحذف التاء .
وهذا هو المناسب للموضعين في السورة .
ففي قصة موسى عليه السلام مع الخضر ، (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) فالاستطاعة هنا أشد لأن موسى عليه السلام لم يكن علم سبب فعل الخضر ما فعل .
فلما أخبره بذلك قال : (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ) ، لأن الأمر هنا صار أخف .
وكذلك في الموضع الثاني ، وهي قصة ذي القرنين ، فصعودهم على السد أقل صعوبة من نقبه ، ولذلك جاء في الأول بحذف التاء (فما اسطاعوا أن يظهروه) وجاء في الثاني بالتاء (وما استطاعوا له نقبا) .
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله في "التحرير والتنوير" (8/419) :
"(تَسْطِعْ) مضارع (اسطاع) بمعنى (استطاع) . حذف تاء الاستفعال تخفيفاً لقربها من مخرج الطاء ، والمخالفةُ بينه وبين قوله : (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ، للتفنن تجنباً لإعادة لفظ بعينه مع وجود مرادفه . وابتدىء بأشهرهما استعمالاً ، وجيء بالثانية بالفعل المخفف لأنّ التخفيف أولى به ، لأنه إذا كرر (تَسْتَطِع) يحصل من تكريره ثقل" انتهى .
وقال أيضا (8/433) :
"(اسْطَاعُوَا) تخفيف (اسَتَطَاعُوا) ، والجمع بينهما تفنن في فصاحة الكلام كراهية إعادة الكلمة . وابتدىء بالأخف منهما لأنه وليه الهمز وهو حرف ثقيل لكونه من الحلق ، بخلاف الثاني إذ وليه اللام وهو خفيف .
ومقتضى الظاهر أن يُبتدأ بفعل (اسَتَطَاعُوا) ويثني بفعل (اسْطَاعُوَا) لأنه يثقل بالتكرير ، كما وقع في قوله آنفاً : (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ثم قوله : (ذلك تأويل ما لم تَسْطِع عليه صبراً) .
ومن خصائص مخالفة مقتضى الظاهر هنا : إيثار فعل ذي زيادة في المبنى ، بموقع فيه زيادة المعنى لأن استطاعة نقب السد أقوى من استطاعة تسلقه ، فهذا من مواضع دلالة زيادة المبنى على زيادة في المعنى" انتهى .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" قال تعالى : ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وهو الصعود إلى أعلاه ، ( وما استطاعوا له نقبا ) ، وهو أشق من ذلك ، فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى ، والله أعلم " .
انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/188) .
ومن اللطائف : أن القاسمي رحمه الله في تفسيره ، بعد أن ذكر بعض ما قيل في ذلك ، ختم البحث بقوله : "وما ألطف قول الشهاب في مثله : هذه زهرة لا تحتمل هذا الفرك!" .
انتهى من " محاسن التأويل " (7/56) .
والله أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب هذا ، وأسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما إنه جواد كريم ..
قال تعالى : وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً http://mp3quran.net/
كتاب الله عزيز تقبل عليه يقبل عليك تبتعد عنه تجد صدرك ضيقاً حرجاً اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم،
وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت علىإبراهيم و على آل إبراهيم ،إنك حميد مجيد،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت علىإبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
اللَّهُمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ،وحسن عبادتك لاتنسونا من الدعاء