اللهمَّ لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا ،
وأصلي وأسلم على إمام الغر المحجلين
نبي الرحمة والملحمة
وخاتم النبيين وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين ....
لايوجد في أرض
الله شئ اسمه ـ
بساط الفقر ـ
في هذه الأرض من الخيرات والأرزاق مايكفي
أهل الأرض قاطبة ،
هذه الأرض مسخرة للبشر
جميع البشر دون إستثناء
(( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
الكل يريد أن يرمي باللوم على غيره ، ويسقط ماهو فيه من عوزٍ وحاجة ، على غيره ،
تفكير بائس يتردد في هذه الأذهان وبشكل مستمر يزيدها فقراً وحاجة ، حتى زاد الأمر ببعض الناس من ذهاب المال إلى فقر الأخلاق والتعامل ، يتحاسدون ، يتباغضون ، يبحث أحدهم في كومة ـ قش ـ عن أخطاء غيره
ليظهرها للناس ، ثم يقول ، لماذا أنا فقير ؟
يقول بعض الخطباء والدعاة ـ عن جهل ـ ربما ـ
أو عن رغبة في التجهيل ـ
عاش النبي صلى
الله عليه وسلم فقيراً ، وأستغفر
الله تعالى من هذا القول بل هو
صلى
الله عليه وسلم من ورد عنه الإستعاذة
من
الفقر " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ "
نعم لم يختر عليه الصلاة والسلام حياة الثراء والرفاهية إيثاراً للأخرة على الدنيا ،
وعملاً بقوله
تعالى
(( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))
لكنه ، لم يكن فقيراً ، كما يفهمه بعض الجهال، وقلة المال ليست فقراً ، وكم نشاهد في حياتنا هذه ممن لديهم الملايين ،
لكنهم في غاية الذلة والمهانة .
وإذا كان هذا حال النبي صلى
الله عليه وسلم ، فإنه لم ينكر على بعض أصحابه ومنهم أحد الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي
الله عنه ثرائه الكبير ، حتى أنه تصدق بحمل قافلة كاملة في القصة الشهيرة ، ومنهم عبدالرحمن بن عوف رضي
الله عنه وقد بلغت ثقته في مجال التجارة, أنه قال: لقد رأيتني ولو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب ذهباً أو فضة !!
قد يكون في التقلل فائدة ، وقد يكون كذلك في كثرة المال فائدة كما ثبت في الحديث عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال( نعم المال الصالح للرجل الصالح )
والزبير بن العوام رضي
الله عنه من الأثرياء للغاية ، وطلحة بن عبيد
الله رضي
الله عنه هو من الأثرياء كذلك ، وسعد بن أبي وقاص رضي
الله عنه هو من الأثرياء كذلك
وهولاء جميعاً من العشرة المبشرين بالجنة .
لكن هناك من المجرمين على وجه الأرض من يحاول أن يحتكر ثرواتها ،ويساعده على ذلك جهل من يحتكرهم وتطبيلهم له ، وإنقيادهم معه ، بل هم يده اليمنى ، وعينه ، وأذنه ، ولولاهم لم يستطع أن ينتزع اللقمة من أفواههم ليتخم به بطنه وحاشيته الخاصة ثم يرمي لهم بالفتات ، لكي لاينقطع أملهم منه ،ولكون في بقاءهم بقائه
فيجلس هولاء يندبون حظهم الردئ ـ كما يزعمون ـ وكيف أن حالهم تزداد في السوء
حتى إذا سمع أحدهم ، نباح كلاب أحد مضيفيه
قام بكامل قوته ليسقي الكلب ، ويكسب الأجر!!
...
وللموضوع زيادة في لقاء قادم بإذن
الله تعالى .
* ملاحظة سبب الموضوع هنا
http://www.hawamer.com/vb/showthread.php?t=2011519