دعوني أبدأ مقالتي بعبارة مشهورة قالها الشيخ زايد رحمه الله عام 1984 م :
( أتمنى أن تصبح دبي يوما ما مثل جدة ) .
أنه العمل المدروس أيها الأخوة والمخطط له والمنظم والجاد والصادق المتميز بالحرفية والمهنية والأستفادة من تجارب الآخرين والتقنيات والأدوات والمعدات الحديثة وإنشاء البنى التحتية وعدم تضييع الوقت أو الثروة المتاحة واختيار الشركات والعمالة ذات المصداقية والأتقان .
عندما تضع هدفاً وتسعى لتحقيقه بكل الوسائل والأمكانات المتاحة وتنقل مدينتك البسيطة إلى العالم الأول وتجذب إليها الناس والشعوب من جميع أنحاء العالم أعلم أنك تسير في الطريق الصحيح .
بينما تجد مدينة مثل جدة تتراجع فيها مقومات الجذب والتطور والتقدم بشكل غير مسبوق والمؤشرات التي تدل على ذلك كثيرة ومنها :
1- عندما تشاهد صهاريج المياه تجوب الشوارع والحارات والازقة بطريقة أستفزازية وهمجية وغير حضارية تدل على تواطأ من بعض المسئولين واستنزاف لجيب المواطن المسكين وهدر لوقته وماله وإخراج للثروة خارج البلد من المنتفعين بها من المقيمين – ( بالرغم أن مدينة جدة تقع على البحر مباشرة وتصدر المياه لمكة والطائف وغيرها من المدن إلا أنها تموت عطشاً ) .
2- عندما ترى الأشخاص عندما يبنون منازلهم وبيوتهم فإنهم يقومون ببناء خزان الصرف الصحي قبل إنشاء المبنى ، فأكثر من 80% من مدينة جدة لا يوجد بها صرف صحي .
( طبعا مشكلة صهاريج الصرف الصحي ما زالت مستمرة وخصوصا شرق الخط الحرمين إلى عسفان ) .
3- عندما ترى المساحات الخضراء محدودة جدا في أغلب المخططات والبعض الأخر منها مهملة ومنسية والبعض يتم تطبيق المنح عليها أو تحويلها إلى مرافق أخرى .
4- عندما ترى التمييز العنصري أو المكاني في الخدمات المقدمة من البلدية لكثير من الأحياء ففي غرب جدة تجد خدمات الإنارة والمياه والسفلته والرصف والتشجير ..... الخ مستمرة وعليها متابعة بينما الأمر مختلف عنها في شرق جدة التي تتسم بالبطىء والتأخر والمماطلة ....الخ .
5- عندما يمر على أحد المخططات أكثر من 36 سنة ولم تبنى فيه مدرسة واحدة رغم أن 70 % من المخطط به سكان وفي نمو وتقدم مستمرين .
6- عندما ترى عدم توفر المباني الحكومية مثل المستوصفات ومراكز الشرطة والدفاع المدني والبريد وبعض المباني التجارية مثل البنوك والصرافات ومراكز التسوق المتوسطة والكبيرة.....الخ في كثير من المخططات وخصوصا الشرق .
7- عندما ترى بهذه المدينة الكبيرة ملعب واحد فقط ولم تكتمل بقية المرافق المدرجة به - ( طبعا الملعب الثاني وهو ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجنوب جدة متوقف ) .
8- عندما ترى المشروع يأخذ أكثر من الوقت المخطط له بكثير ..... فمثلا بعض الكباري يمكن أنجازها في سنة واحدة فقط فتجد المشروع يمر عليه 3 سنوات ولم ينتهي بعد وبعض المدارس مر عليها أكثر من خمس سنوات ولم تنتهي .... الخ ) .
9- عندما يتم تغيير فسح البناء فجأة بمخطط مكون من طابقين إلى ستة طوابق.... طيب ما ذنب من بنى واراد الخصوصية والراحة وعدم الأزعاج .
10- عدم التجديد في التخطيط لبناء المدارس والمستوصفات والمراكز الحكومية ..... بتوفير مواقف للمستفيدين وبنائها على شوارع فسيحة وبعيدة قليلا عن منازل المواطنين لعدم إزعاجهم بسبب المراجعين والمستفيدين من هذه المنشأة .
11- أعتراض بعض المشاريع وصعوبة تنفيذها لمطالبة اصحاب المباني المزالة بتعويضات كبيرة وخصوصا إذا كانو من الشخصيات القوية والنافذة .
والكلام يطول وأترك البقية لكم .