مركب الهايبرفورين، هو المسؤول عن فعالية عشبة القديس يوحنا في معالجة مرض الاكتئاب، وذلك لقدرته على اختراق الجهاز العصبي المركزي في الجسم، ولكنه يعد مركبا غير مستقر ويتحطم بسرعة عند تعرضه للضوء أو الأكسجين، وهو أيضاً غير ثابت في المذيبات العضوية على عكس مركب الهايبرسين.
الأشكال الصيدلانية
كما ذكرنا سابقاً، تعد منتجات هذه النبتة من أكثر المنتجات العشبية مبيعاً في أنحاء العالم كافة، وتتوافر هذه المستحضرات بعدة أشكال، فبعضها يُؤخذ عن طريق الفم؛ كالحبوب، والكبسولات، والشراب، أو حتى على شكل قطارة، وبعضها الآخر يكون على شكل منتجات موضعية؛ كزيت هذه العشبة، أو جل، أو مرهم. ويجدر بالذكر أن هذه المنتجات يجب أن تحفظ في أوعية مغلقة جيداً، وبعيداً عن الضوء. على المستوى المحلي، تعرف عشبة القديس يوحنا أحياناً باسم الروجا وتتوافر منتجاتها في الأسواق الأردنية تحت الاسم التجاري روجسان (Rojasan)، أو نيرفيلاكس (Nervelax).
الاستخدامات الطبية
رغم وجود فوائد طبية متنوعة لعشبة القديس يوحنا، إلا أن معظم الدراسات السريرية التي أجريت عليها ركزت بشكل أساسي على فعاليتها في معالجة الاكتئاب، واستخدامات هذه النبتة في الوقت الحالي تدور حول هذا الموضوع أيضاً، فكفاءتها في معالجة الاكتئاب هي أهم ما يميزها، وفيما يلي تفصيل لأهم الفوائد الطبية لهذه النبتة:
أولاً: لمعالجة الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من الاكتئاب، وهنا تحتاج إلى عشبة القديس يوحنا لفترة لا تقل عن (2-4) أسابيع لتُظهر فعاليتها العلاجية. وقد تم إثبات فعالية عشبة القديس يوحنا في معالجة الاكتئاب بشكل قاطع من خلال العديد من الدراسات السريرية. تم في العام 2008، عمل مراجعة وتحليل لنتائج 29 دراسة أجريت على مستخلص نبتة القديس يوحنا، ضمت 5489 شخصا، وكانت النتيجة تأكيد فعالية هذه النبتة في معالجة الاكتئاب وتفضيل استخدامها على عدمه، علاوةً على ذلك، تبين أن لهذه النبتة فعالية علاجية تضاهي فعالية الأدوية المستخدمة في علاج مرض الاكتئاب، وفي الوقت نفسه تسبب أعراضا جانبية أقل بكثير من تلك التي تحدثها أدوية الاكتئاب. كما أجريت خصيصاً دراسات أخرى للمقارنة بين فعالية عشبة القديس يوحنا والأدوية المستخدمة في معالجة مرض الاكتئاب، فإحداها بينت أن مستخلص عشبة القديس يوحنا أكثر فعالية وأقل ضرراً من دواء الفلوكستين في معالجة الحالات الخفيفة والمتوسطة من الاكتئاب، وكانت النتيجة مماثلة أيضاً عند مقارنة فعالية مستخلص النبتة مع دواء الإميبرامين.
ثانياً: لمعالجة الاضطرابات العاطفية الموسمية؛ حيث بينت دراسة أجريت على 20 شخصا يعانون من هذا المرض، وكان هناك تحسن ملحوظ في حالات المرضى عند تناول 300ملغم من مستخلص عشبة القديس يوحنا، مصحوباً مع العلاج بالضوء.
ثالثاً: لمعالجة الجروح والحروق والتقرحات الجلدية وتسريع التئامها، وهنا أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام المرهم المصنوع من مستخلص عشبة القديس يوحنا في معالجة الحروق من الدرجتين الثانية والثالثة يمنع تكون التقرحات ويساعد على التئام الحروق بسرعة تساوي 3 أضعاف التئامها عند استخدام المستحضرات المعتادة.
رابعاً: يلعب مركب الهايبرسين دورا في معالجة الأورام السرطانية، عن طريق آلية تدعى العلاج الضوئي، والتي يتم فيها استخدام مركب حساس للضوء؛ مثل الهايبرسين، بالإضافة إلى الضوء والأكسجين، حيث يتم إعطاء مريض السرطان مادة الهايبرسين، والتي ستتوزع في جميع أنحاء الجسم، ومن ثم يتم تسليط ضوء على مكان الورم السرطاني ليتحول عندها الهايبرسين الموجود هناك إلى مادة سامة تقتل الخلايا السرطانية وتدمرها. وهنا لن تتأثر بقية أجزاء الجسم السليمة لأن الضوء لم يصل إليها.
خامساً: هنالك دراسات أظهرت بشكل مبدئي أن لمستخلص عشبة القديس يوحنا دورا في التخفيف من أعراض الإقلاع عن التدخين أو التوقف عن شرب الكحول، كما أنه يعمل كمضاد للفيروسات وقد يكون له دور في معالجة الإيدز أو الأمراض الفيروسية الأخرى كالانفلونزا، ولكن ما يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات.
الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول عشبة القديس يوحنا
بشكل عام، تعد أعراض هذه النبتة خفيفة ومن الممكن تحملها، ومن أكثر الأعراض الجانبية حدوثاً جفاف الفم، والدوخة، والتعب، والإسهال، والغثيان، كما أنها قد تزيد من حساسية المرء لضوء الشمس، لذلك يفضل دائماً عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية أثناء استخدام عشبة القديس يوحنا. يحذر من استخدام هذه النبتة الطبية أثناء الحمل أو من قبل الأم المرضع، وذلك لعدم وجود دراسات كافية تثبت أنها آمنة ولا تسبب ضرراً للجنين أو الرضيع.