أجمع عدد من الاقتصاديين على أن سوق الأسهم لم يصل إلى مرحلة تصنيفه كمؤشر دقيق وثابت يمكن الاعتماد عليه في تقييم أداء الاقتصاد السعودي، مرجعين ذلك لمسببات متنوعة أبرزها صغر عمر السوق قياساً بغيره من أسواق العالم إضافة إلى سيطرة المستثمرين الأفراد الذين يشكلون 82% حجم التداول اليومي بشكل عاطفي وأكدوا بأن تلك النظرة ستسمر حتى يبلغ السوق مرحلة النضج والثبات الحقيقي عبر رؤية الإجراءات الحكومية التي بدأت مؤخراً في التحول الجدي إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مداخيل النفط فقط.
جاء ذلك بعد تصدر مؤشر الاسهم المحلية قائمة اكثر المؤشرات هبوطا في الربع الثالث بنسبة انخفاض تبلغ 13 % حيث اغلق عند 5623 نقطة.
وشبه المحلل غسان بادكوك سوق المال بالرجل المريض المعروف مرضه وعلاجه، وقال في ظل التعامل العاطفي الذي يطغى على تعاملات غالبية المستثمرين والذي يرتفع معه مؤشر السوق مئات النقاط فور ارتفاع أسعار النفط أو انتشار أي خبر إيجابي قد لا يكون لصداه ذلك التأثير الكبير على السوق، أو العكس فسيظل الحال كما هو عليه، ولن يمكن للسوق أن يكون مؤشراً صادقاً ودقيقاً للحكم على الآداء الاقتصادي للبلد.
وأشار غسان بادكوك إلى أن ذلك الواقع سيستمر طالما استمر الاعتماد على مداخيل النفط كمصدر دخل وحيد، ولن يتم التصحيح حتى رؤية التحول الحقيقي إلى ما تسعى إليه الدولة من تنويع لمصادر الدخل إضافة إلى تطبيق حزم الإصلاحات التي تدعم ذلك التوجه.
وبدوره قال المحلل حسين بن حمد الرقيب تكمن مشكلة سوق الأسهم في أنه لا تحكمه الواقعية بسبب سيطرة المستثمرين الافراد عليه حيث انهم يشكلون حوالي ٨٢٪ من حجم التداولات اليومية ولذا نجد أن السلوك العاطفي يؤثر بشكل ملفت على أداء عند أي أخبار سلبية وقد لا تكون الاخبار سلبية مثل اعادة هيكلة الرواتب والتي استقبلها المستثمرين بسلبية كبيرة وفسرت على انهيار اقتصادي للدولة مع انها خطوة من خطوات سوف تساهم في دعم الاقتصاد وادارته بفكر مؤسساتي يحقق رؤية السعودية ٢٠٣٠، ومع أن أسعار النفط ارتفعت خلال الأيام الماضية بشكل كبير، الا أن السوق لم يتفاعل مع هذا الارتفاع لأن النظرة السلبية مسيطرة على المستثمرين، ولعل السوق بحاجة ماسة الى صانع سوق من أجل ضبط عملية الارتفاعات والانخفاضات المبالغ فيها والتي تؤثر سلباً على جذب المستثمرين الأجانب.
كما أكد مدير الأبحاث والمشورة بشركة البلاد المالية تركي بن حسين فدعق بان سوق المال بشكله الراهن لا يعتبر مؤشراً صادقاً يعكس الآداء الاقتصادي للبلد.