كشف عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبدالحميد العمري أنّ أسعار العقار مقبلةٌ على مرحلة انهيار تاريخي غير مسبوق.
وقال العمري في تصريح خصّ به (): إنّه ابتداءً من هذا اليوم وما سيأتي بعده سيدخل خلاله العقار والأراضي في موجة انخفاض للأسعار أقوى من التي تعرّضت لها منذ مارس 2015 حتى تاريخه، وستتطور موجة انخفاض الأسعار لتتحول إلى انهيار حقيقي وقوي جداً.
وستستمر موجة انخفاض الأسعار إلى ما بعد 2021 التي تستقر بعد هذا التاريخ عند قيعان تاريخية لعدة سنوات طويلة جداً، تمتد من الربع الأخير الجاري في عام 2016 إلى نحو 23-25 سنة قادمة بمشيئة الله تعالى، بمعنى أنّ أسعار الأراضي والعقارات ستشهد موجة تراجع حادّة حتى 2021 تقريباً، ثمّ تستقر لفترة طويلة عند تلك المستويات المتدنية.
ولا يُتوقع أن تعود للارتفاع والانتعاش إلا بعد مضي 16-18 عاماً من بعد 2021 تنتهي بموجبها دورة أخرى خلاف الدورة الراهنة للسوق العقارية التي تقف على نهايتها الآن (2017-2021).
((مرفق رسم بياني عن الدورة العقارية الراهنة)).
img-20161027-wa0012
وأضاف العمري: بالطبع ونظراً لتدنّي مستوى تعليم أغلب (تجار التراب) ومن يتبعهم من السماسرة وأصحاب المكاتب العقارية؛ اعتقدوا جهلاً منهم أنّ الأسعار ستسقط فوراً بمجرد شروق شمس يوم 25 أكتوبر،والذي تمّ تحديده هذا التاريخ كموعد لدفع الرواتب الحكومية، بعد القرارات الوزارية الأخيرة، وهو أمر مضحك طبعاً يكشف فعلياً السطحية الشديدة لتفكير (تجّار التراب) والسماسرة وأصحاب المكاتب العقارية، وللعلم لن يتمكنوا حتى من فهم هذا التحليل المدوّن هنا الآن إلا بعد أن يشاهدوه على أرض الواقع قريباً جداً.
وكشف العمري أنّ ردّة الفعل الأخيرة لمن سماهم (تجّار التراب) قد أكّدت ما يعيشونه من ضغوط نفسية نتيجةً للخسائر التي لحقت بهم حيث قال:
أكّدت ردّة الفعل الأخيرة لتجّار التراب والسماسرة وأصحاب المكاتب العقارية على عمق الضغوط النفسية الشديدة التي يتعرّضون لها الآن نتيجة الخسائر التي لحقت بهم حتى ما قبل 25 أكتوبر 2016 (مرفق رسم بياني عن حجم الخسائر)، ونتيجة المقاطعة المجتمعية الواسعة النطاق من قبل أفراد المجتمع، وتسببها في ركودٍ شديد بدأ يتسع خضوع السوق العقارية لضغوطه منذ منتصف 2014م وما تلاه، علماً أنّ المشاهد الأقسى من انهيار الأسعار لم تبدأ حتى ما قبل 25 أكتوبر، بل ستبدأ من بعده بحول الله.
ويضيف العمري: ولهذا يمكن القول عن المكاسب التي تحصّلوا عليها طوال عقود مضت من السوق العقارية المحلية، أنّها كانت في الأصل نتيجة تجذّر تشوّهات هائلة في السوق المحلية أكثر من غيره من العوامل الأخرى، لعل من أهمها سيطرة احتكار القلة على مساحاتٍ هائلة من الأراضي، وزيادة المضاربات الهائلة على المتبقي المحدود منها للبيع والشراء، مقابل سيولة محلية ضخمة امتلأ بها الاقتصاد الوطني طوال العقد الماضي، ولم تتوافر أمامها فرص استثمار متنوعة (عقار أو أسهم)، وجاءت الفرصة الذهبية للعقار بعد الانهيار الكبير سوق المال السعودية في 26 فبراير 2006م، لتتحوّل السيولة الهائلة الخارجة من السوق المالي إلى سوق العقار، وليبدأ منذ ذلك التاريخ تكوّن الموجة التضخمية الراهنة، التي دخلت السوق موجتها الهابطة قبل نحو عام، ثم ستتعمّق بصورة أكبر من التاريخ الأخير 25 أكتوبر كما أوضحت أعلاه.
ويبيّن العمري في تصريحه من هو الذي سيقف وراء الموجة الهابطة القادمة بشكل قوي على العقار حيث يقول: الموجة الهابطة القادمة بقوة على العقار، سيقف خلفها بالدرجة الأولى البنوك ومؤسسات التمويل، التي سينتج عن تسوياتها مع عملائها المقترضين أقوى الانعكاسات على أسعار الأراضي والعقارات، تتفاقم لاحقاً مع تأكّد انخفاض الأسعار وعدم مقابلتها لأي قوى شرائية مماثلة، هرولة الجميع نحو عمليات بيوع واسعة للأراضي والعقارات، ستلقي بضلالها القاتمة على السوق العقارية.
وفي ختام تصريحه، وجّه العمري خطابه لتجّار التراب والسماسرة فيما سيواجهون ممّا أطلق عليه بوصفه ( السنوات العجاف) حيث يقول: أنصح (تجّار التراب) والسماسرة بعدم الاستعجال على مشاهدة ما يصح القول عنه بالنسبة إليهم، أنّها (السنوات العجاف) فعلاً فكل ما شهدوه طوال عامين مضيا، لا يمكن مقارنته أبداً بما سيرونه قريباً، ورغم بعض التعاطف الذي قد يبديه البعض معهم، إلا أنّه مقابل الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية القاسية، التي تحمّلها أغلب أفراد المجتمع السعودي طوال عقدٍ ماضٍ نتيجة غلاء الأسعار والإيجارات المكلّفة، يمكن التعبير عنها بلغة موضوعية؛ أنّها تسوية عادلة جداً، أمّا بالنسبة لأفراد المجتمع، فستؤمّن لهم بنسبة كبيرة درجة الوعي العالية التي أصبحت لديهم حماية كافية من التورّط في ألاعيب السماسرة والمسوّقين العقاريين، وسيزداد طموحهم بالشراء لاحقاً بأسعار متدنيّة فترة بعد فترة، ولن نستغرب قريباً أن نشهد مزادات عقارية تنازلية الأسعار، على عكس الفترة الماضية، وقد بدأت السوق فعلياً تشهد نوعاً مقارباً لهذا النمط.
الجدير بالذكر أنّ الأستاذ عبدالحميد العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودية، قد ظهر في وقتٍ سابق في مقطع فيديو ذكر فيه أنّ المشهد الحقيقي للعقار والمسرحية الحزينة ستُشاهدُ بعد 25 أكتوبر الجاري أي بعد نزول الرواتب، وطالب في هذا المقطع من المواطنين المواصلة والاستمرار في مقاطعة شراء الأراضي وكذلك في مقاطعة القرض المُعجّل.