السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسمع هذه
الجملة عند تقديم بعض الشخصيات في محاضرةٍ أو لقاء ، حيث يقول المقدم أو المذيع
عن ضيفه عند تقديمه:
و"
المعروف لا
يُعرَّف " ....
تفكرت في هذه
الجملة من عدة أوجه فوجدت أنّ فيها من الخطأ ماهو في غاية الظهور ، فلا يوجد على وجه هذه الأرض من يستغني عن التعريف به ، حتى وإن كان من المشاهير عند ملايين البشر ، فعدد البشر اليوم هو بمقياس المليارات وليس الملايين .
ولايوجد إطلاقاً من يعرفه الناس جميعاً .
،،
وعلى سبيل المثال لا الحصر من يعرف اسم رئيس الصين ـ مثلاً ـ وهو قطعاً ، من المشاهيرللغاية عند عددٍ لايقل عن مليارٍ من البشر ، بل يزيد بكثير ، لكن هذا في بلاده فقط ، أما لدينا فهو من المجاهيل للغاية .. وهكذا ... حتى من يظن الشهرة في تـويتر وماشابهه من برامج التواصل اليوم ، هناك من تجاوز عدد متابعيه عشرات الملايين ـ مثلاً ـ في الغرب ، ولكنه يبقى عندك أنت ، وعندي أنا من أجهل المجاهيل ، وليس هذا إنتقاصاً منه ، لكن مجال المعرفة للبشر مهما كانت أعمالهم وصفاتهم وشهرتهم محدودة ،
و"
المعروف الذي لا
يُعرَّف " هو الله تعالى وحده لاشريك له .
،،،،
ذات يوم ، كان أحدهم يتحدث و"بحماسٍ
" عن فلانٍ"
من الناس ، ويذكر أعمالاً له ومناقب ، ويكيل له المدح ، فقلت جزاه الله كل خير مادام كما تقول ..
لكن من هذا
الذي تتحدث عنه !!!
فنظر لي بنظراتٍ تغني عن الكلام ، من حيث مقدار التعجب ، والإستنكار ، لعدم معرفتي له ،
وبادرته على الفور .. يافلان :ماقلت لك من هو إلا لكوني لم أعرفه فعلاً فلم يسبق لي مشاهدته ، ولاقراءة شئ له ، ولا أعرفه بتاتاً ، أنت ذكرت إسمه فقط ، ولم تعرف به ..
فقال على الفور وربما بلهجة الغاضب
"
"
المعروف لا
يُعرَّف "
ثم أردف كلامه ، من أجل دعمه ، فقال يكفي أنه يتابعه ، أكثر من مليون متابع في تـويتر...
،،،
وأردت أن أتنازل في مستوى الكلام ، ليفهم عني قصدي ، فقلت .. متابعيه قليل !!
قال : مليون متابع وقليل !!
قلت كم عدد سكان المملكة ؟
قال ربما 20 مليون، ويمكن 30 مليون ..
قلت لنتفق أنهم كما ذكرت أولاً فقط 20 مليوناً، ونسبة الشباب منهم من متابعي تـويتر لن تقل عن 7 ملايين مثلاً ، إذاً مليون متابع قليل فعلاً ،،
هذا ونحن لم نتحدث عن المتابعين من خارج البلاد ، وتـويتر هذا ليس له حدود .
كأنه إنتبه من نومٍ لما قلته أخيراً ، ووجدت حينها الفرصة مناسبة ليصله الدرس
الذي أردته أن يتعلمه،
وقلت يابنيّ :"
المعروف الذي لا
يُعرَّف " جملة
لاتليق إلا
بخالق الكون سبحانه وتعالى .
،،،،،
أشهر ملحد في التأريخ هو
" فرعون
" لكنه في حقيقة الأمر لم يكن ينكر وجود الله تعالى ، ولكنه العناد ، والإستكبار،
الذي جعله يتظاهر بذلك ،
ولكن هذا كتاب ربي بين أيدينا يفضحه ومن معه
في ذلك :
(( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ))
،،،،
الكل على وجه هذه الأرض يعرفون الله تعالى ، خالقهم ، رازقهم ، ولكن ، منهم من وُفق لعبادته
سبحانه كما أمر ، وكما أرسل خاتم رسله ليبين للناس كيف يعبدون ربهم ، ومنهم من ضلّ فهو يعبد غير الله ظناً منه أنه يقربه إلى الله تعالى ، كما أخبر بذلك الكتاب الكريم عن قول الكفار عموماً وحجتهم
(( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))
أ.هـ
في كتاب الله الكريم نجد هذه الآية ـ وليتنا نتفكر فيها ـ
{
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم الله تعالى :
((
سُبْحَانَ ذِى الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ))
،،،
تأمـل سطــور الكائنات فإنها ... من الملأ الأعلى إليك رسائـل
وقد خط فيها لو تأملت خطها ... ألا كل شيء ما خلا الله باطل.