مباشر: تراجعت أرباح شركات التجزئة المدرجة بالسوق السعودي، خلال الربع الثالث من عام 2016، بعد هبوط القوة الشرائية للمواطنين، على خلفية تخفيض رواتب ومكافآت الورزاء وأعضاء مجلس الشورى، إلى جانب وقف العلاوة السنوية، بحسب المحللين، وإعلانات أغلب الشركات.
وأظهرت إحصائية لـ "مباشر" أن صافي أرباح شركات قطاع التجزئة بلغ 612.73 مليون ريال (163.4 مليون دولار) خلال الربع الثالث من عام 2016، مقابل 620.27 مليون ريال (165.4 مليون دولار) بالفترة المماثلة من العام السابق، بتراجع هامشي بلغت نسبته 1.2%.
ويرى المحللون أن نتائج شركات التجزئة قد تأثرت سلبا في الربع الثالث من العام الجاري، نتيجة القرارات الحكومية الأخيرة، التي أدت إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين، خاصة فيما يخص السلع غير الأساسية.
وكانت أوامر ملكية قد صدرت في أواخر شهر سبتمبر الماضي بتخفيض رواتب الوزراء بنسبة 20%، وتخفيض مكافآت أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15%، اعتبارا من بداية العام الهجري 1438، إلى جانب وقف العلاوة السنوية للعاملين بالحكومة في العام الهجري الحالي.
وقال محلل أسواق المال محمد الميموني إن قطاع التجزئة بمفهومه الواسع يتأثر من انخفاض القوة الشرائية، الناتجة عن تغير خطة مصروفات الموظف الحكومي التي كانت تعتمد على كامل راتبه الأساسي مع ما يتسلم من علاوات أو بدلات.
وأضاف الميموني، لـ "مباشر" أن اتجاه المواطنين إلى ترشيد الإنفاق سوف يُلقي بظلال سلبية على مبيعات شركات التجزئة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تراجع هوامش الربحية، وهو ما ظهر بشكل واضح على نتائج الشركات في الربع الثالث من 2016.
ويتضمن قطاع التجزئة 16 شركة تنتهي سنتها المالية بنهاية ديسمبر من كل عام، أبرزها جرير والمستشفى السعودي الألماني والمواساة، إلى جانب شركة فواز عبد العزيز الحكير التي تنتهي سنتها المالية في 31 مارس، وتم استبعاد "الحكير" لاختلاف السنة المالية.
وعلى مستوى التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، فقد أظهرت إحصائية "مباشر" أن صافي أرباح هذه الشركات قد تراجع إلى 1.8 مليار ريال، مقابل 2.09 مليار ريال خلال الفترة نفسها من عام 2015 بنسبة تراجع بلغت 14%.
وتراجعت الأرباح التشغيلية لشركات القطاع، إلى 618.47 مليون ريال، خلال الربع الثالث من 2016 مقابل 635.09 مليون ريال بالربع الثالث من العام الماضي، بتراجع نسبته 2.6%، وتراجع الربح التشغيلي خلال تسعة أشهر إلى 1.85 مليار ريال مقابل 2.09 مليار ريال بنسبة تراجع بلغت 11.64%.
وأشار الميموني إلى أن الشركات قد تتجه إلى خفض الأسعار وزيادة العروض الترويجية، للتغلب على تراجع المبيعات، حتى تخفف من التأثيرات السلبية لانخفاض القوة الشرائية نتيجة الإجراءات الحكومية الأخيرة.
وحققت شركة جرير للتسويق أعلى صافي أرباح على مستوى شركات القطاع، سواء خلال الربع الثالث أو التسعة أشهر، حيث أعلنت الشركة عن تحقيق أرباح صافية بلغت 220 مليون ريال للربع الثالث من 2016، بنمو هامشي بلغت نسبته 0.7%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015، وتراجعت أرباح الشركة 15.8% خلال التسعة أشهر إلى 522.6 مليون ريال.
ونوهت الشركة إلى أن مبيعات قسم الإلكترونيات قد انخفضت بسبب تراجع مبيعات الهواتف الذكية والكمبيوتر ومستلزماته مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وجاءت المستشفى السعودي الألماني، بالمركز الثاني من حيث أعلى الأرباح خلال الربع الثالث من 2016، بأرباح صافية بلغت 92.03 مليون ريال، مقابل 90.75 مليون ريال خلال الربع الثالث من 2015 بارتفاع نسبته 1.4%، وتراجعت الأرباح 4.75% خلال تسعة أشهر إلى 274.24 مليون ريال.
وحققت شركة لازوردي للمجوهرات أقل الأرباح على مستوى قطاع التجزئة، خلال الربع الثالث من 2016، حيث أعلنت الشركة تحقيق صافي ربح بلغ 338 ألف ريال، مقابل نحو 25 مليون ريال للربع المماثل من العام الماضي، بتراجع ملحوظ بلغت نسبته 98.65%، وتراجعت أرباح التسعة أشهر 17.75% إلى 72.98 مليون ريال.
وقالت الشركة إن سبب انخفاض صافي الأرباح خلال الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، يعود إلى الانخفاض في حجم الإنفاق الاستهلاكي، الناتج عن تباطؤ الاقتصاد، وتقليص الإنفاق الحكومي وتطبيق بعض تدابير التقشف.