بسام بادويلان - جدة
الثلاثاء 08/11/2016
تحوّط مستثمرون سعوديون من التأثيرات التي قد تلحق باستثماراتهم، من جراء تعويم سعر صرف الجنيه المصري رسميا، فمنهم من أعلن عن توقعاته بتكبُّد خسائر ليست بالقليلة كمجموعة صافولا، وآخرون أوقفوا استثماراتهم قبل حدوث المشكلة منذ عام كمجموعة الطيار، وغيرهم ينتظر مصيره خشية استمرار مسلسل الهبوط. وطالبوا الحكومة المصرية بالسماح بتحويل أرباحهم للخارج، لتشغيلها بدلا من أن تكون حبيسة الظروف والمصير المجهول.
وقال محمد آل صقر، مستثمر بمراكز الاتصالات والأرشفة الإلكترونية والتدريب والاستشارات: نتمنى ألا يؤثر التعويم على الاستثمارات، إلا أننا نتوقع أن يكون هناك تأثيرا، وعودة الأمور إلى أوضاعها ستستغرق وقتا، يهمنا استقرار الدولار، وفي حال توفره نتمنى ألا يصل للأسعار السابقة، مطالبا السماح للمستثمرين بتحويل أرباحهم للخارج، حيث لا يستطيع المستثمر إخراجها لعدم توفر الدولار، حيث لا يسمح القانون المصري سوى بتحويل قليل من الأرباح في أضيق الحدود. وأضاف: نتهيأ للتأقلم مع الوضع لتقليص بعض المصاريف، ولم نفكر في تقليص الاستثمارات حاليا، قبل أن ندرس الانعكاسات والمؤشرات الاقتصادية على البلد، ونخشى ألا يرتفع السعر أكثر من الوضع الراهن.
أما سيف الله شربتلي، مستثمر في مجال الخضراوات والفواكه، فهو من الذين استفادوا من القرار وفقا لمقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وقال: ليس لدي مشاكل من انهيار الجنيه، لأنني أقبض بالدولار واليورو، فدخلي بالدولار، فعند انهيار الجنيه الدولار يصبح أقوى، فليس لدي مشكل بالتصدير، إلا أنه أشار إلى أنه يواجه صعوبة في تحويل الأرباح لخارج مصر.
من جانبه، أكد الدكتور ناصر الطيار، عضو مجلس الأعمال السعودي المصري، أن آثار تعويم سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية انعكست على جميع المستثمرين صغارا وكبارا، وليست مقتصرة على فئة معينة، لافتا إلى أنه قد اتخذ قرار إيقاف بيع الوحدات السكنية منذ عام حتى تستقر الأسعار، ويتم إعادة أسعار البيع مرة أخرى لتلك الوحدات، كما أشار إلى أن لديه استثمارات في قطاع الطيران وواجه نفس المشكلة، حيث تتم عملية البيع بالجنيه، بينما يتم دفع التكاليف التشغيلية بالدولار، لافتا إلى أنه أجرى مفاوضات مع الجانب المصري لعمل آلية للدفع بالجنية المصري، وبالفعل سمحوا لنا بدفع البترول بالجنيه لمدة 6 شهور كوقود للطيران، الذي يعتبر أكثر المواد التشغيلية لنشاطنا، إلا أن المفاوضات ما زالت مستمرة للحصول على السماح في الخدمات الأخرى بالتعامل بالجنيه. وتخوّف الدكتور الطيار من أن يصل سعر الدولار إلى 30 جنيها، كما أعلن بعض الخبراء عن ذلك، معتبرا أن حدث ذلك سيؤثر على استثماراتهم التي تقوم بالدولار وليس الجنيه.
وبخصوص مجلس الأعمال السعودي المصري بمجلس الغرف، أوضح الدكتور الطيار أنه لا يناقش مثل هذه المواضيع، مبينا أنه يختص بتسهيل الأعمال بين الدولتين، ولا يدخل في تفاصيل كل مستثمر بعمق.
وكانت «مجموعة صافولا» قد أعلنت في وقت سابق عن تأثُّر عملياتها بمصر سلبا، والتي تديرها عبر شركتها الفرعية شركة صافولا للأغذية والمملوكة بالكامل لها. وقالت في بيان على «تداول»: إنه نتيجة لتعويم سعر صرف الجنيه المصري رسميا، نتوقع أن يؤثر ذلك سلبا على صافي الربح الموحد للمجموعة بحوالي 171 مليون ريال، بما سينعكس على نتائج الشركة للربع الرابع من 2016. وبيّنت أنه تم احتساب ذلك في ضوء نطاق السعر المعلن رسميا من قبل الحكومة عند إعلان التعويم، مشيرة إلى أنه سبق أن اتخذت عدداً من التدابير اللازمة، والتي ساهمت بشكل ملحوظ في امتصاص الآثار السالبة الناتجة عن انخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية؛ ما ساهم في تقليل الخسائر التي كان يمكن أن تتعرض لها المجموعة.
المواضيع المتشابهه 
سعوديون يخشون على استثماراتهم بمصر من «التعويم» ويطالبون بالإفراج عن أرباحهم 
العرض الشجري
