ربما يكون للفظ اغراق سوق النفط تأثير سلبي و كأنها تهمة ضد السعودية ... و لكن اغراق الأسواق بالنفط هو ما تقوم به كل دول العالم من أكبرها انتاجا الى اصغرها ممن يستطيع انتاج عشرين الف او مئة الف برميل في اليوم ...
النفط ثروة طبيعية .. و كل الدول تحاول استخراج ما تستطيع إخراجه من باطن الأرض للحصول على دخل قومي من عملة صعبة كالدولار.
و على رأس دول العالم المنتجة روسيا التي تنتج ما يقارب 11.2 مليون برميل في اليوم ثم السعودية بما يقارب 10.6 مليون برميل ... و أمريكا التي وصل انتاجها 9.5 مليون برميل ... قبل ان يتناقص الى 8.5 مليون برميل في اليوم بسبب توقف انتاج بعض ابارها من النفط الصخري عالي الكلفة و كذلك من نفط المياه العميقة الأعلى كلفة .
ما حدث اليوم من هبوط وصل لأكثر من 3.5% اتى بعد اعلان السعودية عدم حضورها اجتماع أوبك يوم الاثنين القادم مع دول من خارج المنظمة بينما نفسها لم تتوصل لاتفاق فيما بينها قبل أيام من الاجتماع الوزاري في فيينا يوم الأربعاء القادم 30 نوفمبر المنتظر.
وكأن أوبك تحاول الهرب من مشكلتها في عدم التوصل لاتفاق للإمام
لذلك رفضت السعودية أن تذهب لمناقشة تخفيض الإنتاج مع دول من خارج المنظمة كروسيا و البرازيل و المكسيك و عمان و غيرها ... بينما لم تستطع المنظمة نفسها أن تتوصل الى اتفاق حول تفاصيل اتفاق الجزائر ... و تحديد من سيقوم بالتخفيض من دولها الأعضاء... و لا كيف ستتوزع النسب فيما بينها ... و لا حتى تحديد من لن تخفض و لن تجمد ... و سيكون من المسموح لها أن تواصل زيادة انتاجها مع مرور الوقت و منها ليبيا و نيجيريا و ايران.
من الأفضل للسعودية الان أن تنظر لمصلحتها الاقتصادية فقط ... كغيرها من الدول ... و كأي بائع لسلعة في السوق... و هي أن تواصل سياستها التي بدأتها قبل سنتين بالمحافظة على حصصها النفطية ... فالجميع يريد منها ان توافق ليس على خسارة نصف مليون برميل من فقط ....بل أيضا خسارة حصصها السوقية لتلك الدول التي ستتمكن من ضخ المزيد من النفط في حال استقرت الأسعار بين ال 50 و 60 دولار للبرميل.
فلن يتوقف اغراق السوق النفطية من كافة دول العالم ... من داخل أوبك و من خارجها .... و من ثم الهبوط بالسعر من جديد تحت ال 50 دولار للبرميل ... و لن يضحي احد بمصلحته الاقتصادية ليستفيد منها اعدائه السياسيين و منافسيه التجاريين.
و لكن بعض الدول المنتجة للنفط من أوبك و حتى من خارجها ... تتوقع من السعودية أن تفعل ذلك بالتحديد