أعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة في مؤتمر صحافي في فيينا أن "أوبك" اتفقت على خفض "1,2 مليون برميل يومياً، وذلك عقب انتهاء اجتماع حاسم لأعضاء المنظمة في فيينا، ليصبح سقفها 32,5 مليون برميل يوميا، وذلك في أول قرار من نوعه للمنظمة منذ 2008.
وأضاف أن روسيا، الدولة غير العضو في أوبك، تعهدت بخفض إنتاجها بمعدل 300 ألف برميل يومياً، وهي نصف الكمية التي كان يؤمل في أن تخفضها الدول من خارج المنظمة، كما ذكر أن روسيا ستصدر اليوم بياناً بخصوص خفض إنتاج النفط.
وكشف الوزير القطري أيضاً أن "أوبك" ستجتمع في 25 مايو لمراجعة الاتفاق وقد تمدده 6 أشهر أخرى. وقد أعلن السادة أن قرار المنظمة جرى اتخاذه بالإجماع، وأن الكويت وفنزويلا والجزائر ستراقب تقيد الدول بالإتفاق.
من جهته، اعتبر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إنه يوم سار لسوق النفط العالمية، وذكر السادة أن المملكة تعهدت بخفض 486 ألف برميل يومياً وفقاً للإتفاق المبرم.
وقال وزير النفط الإيراني إنه من المرجح أن تعقد "أوبك" اجتماعاً مع المنتجين المستقلين الأسبوع القادم.
من ناحية أخرى، تقرر خلال اجتماع "أوبك" تعليق عضوية اندونيسيا واتفقت المنظمة على توزيع حصة إندونيسيا من إنتاج النفط على بعض الدول الأعضاء. تفاؤل سبق الإتفاق
كانت مصادر مطلعة قد أخبرت موفد "العربية" في فيينا، ناصر الطيبي، بأن التوافق سيد الموقف في اجتماع وزراء البترول داخل منظمة "أوبك". وأضاف الطيبي أنه من المنتظر إعلان تفاصيل اتفاق الخفض خلال الساعة المقبلة، بشأن الحصص الفردية وآلية المراقبة.
وكانت "رويترز" قد نقلت عن مصدر في "أوبك" أن أعضاء المنظمة اتفقوا حول خطة الجزائر لخفض إنتاج النفط. وقالت وكالة "بلومبرغ" إن منتجي "أوبك" اتفقوا على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون
برميل يومياً إلى 32.5 مليون بعد اجتماع حاسم في فيينا، اليوم الأربعاء، وذلك نقلاً عن مصدر فضل عدم ذكر اسمه، لأن نتائج الاجتماع لم تعلن بعد رسمياً. وأضافت "رويترز" أن الاتفاق يتماشى مع ما تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر.
وكانت الجزائر العضو في "أوبك" قد اقترحت تحديد سقف جديد للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 33.6 مليون برميل يومياً في الوقت الحالي.
وفي تصريحات سبقت الاجتماع، أشار وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إلى أن أعضاء المنظمة المجتمعين في فيينا، يقتربون من التوصل لاتفاق حول إنتاج النفط، معتبراً أن اجتماع اليوم حاسم لـ "أوبك". وقال الفالح، بحسب ما نقلته "رويترز"، إن اتفاق "أوبك" يحتاج لآلية مناسبة، وإن المملكة منفتحة على التخفيضات المقترحة في الإنتاج، واصفاً الخيارات المطروحة على الاجتماع بالمقبولة.
لكن في المقابل، لم يستبعد الفالح احتمال عدم التوصل لاتفاق، وبالتالي استمرار الأسواق في التوازن بقواها الذاتية، معتبراً أنه احتمال مقبول في المملكة، إذ رغم كونه سيؤخر حدوث تصحيح في السوق، إلا أنه لا يعد أمراً سيئاً، لأن الأساسيات من ناحية الطلب وانخفاض الإنتاج من خارج "أوبك" تسير في الاتجاه الصحيح، بحسب وزير الطاقة السعودي.
وقال الفالح إنه إذا تم التوافق في "أوبك"، حسب الأسس والمبادئ التي وضعتها المملكة "ستعود السوق للتوازن بشكل أسرع، كما أن الاتفاق سيحدث طمأنة في أوساط المستثمرين، غير أن الفرق الزمني بين أثر التوصل لاتفاق وعدمه يتراوح بين 6 أشهر وسنة وهو ما تملك السعودية القدرة على تحمله".
وعلى خلفية تصريحات الوزير السعودي، واصلت أسعار النفط مكاسبها لتقفز بأكثر من 7% فوق مستوى 49 دولارا للبرميل لخام برنت. وأكد الفالح أن سقف الإنتاج عند 32.5 مليون برميل يومياً مازال المحور الرئيسي للنقاش. واعتبر أن
تثبيت إنتاج روسيا عند أعلى مستوياته على الإطلاق لا يعد مساهمة منها، مشيراً إلى أن هناك تحولاً في نمو الإنتاج من خارج "أوبك". وقال أيضاً إن السعودية تأمل في خفض الإنتاج خارج "أوبك" بواقع 600 ألف برميل يومياً.
وتوقع وزير الطاقة السعودي تعافياً بطيئا للسوق في حال لم تتوصل "أوبك" لاتفاق، لكنه لفت إلى أن العوامل الأساسية للسوق تمضي في الاتجاه السليم، إلا أن انتظار تعافيها من تلقاء نفسها "ليس نتيجة".