بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك ..ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
الصدقة للميت وأفضلية الدعاء له بن عثيمين رحمه الله
ما حكم التصدق عن الميت؟
فلو سألنا سائل : أيهما أفضل أتصدق لأبي أو ادعو له قلنا الدعاء أفضل لأن رسول الله هكذا أرشدنا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم . ولد صالح يدعو له ولد يشمل ذكر وأنثى يعني ابن أو بنت يشمل ابنك لصلبك وابنتك لصلبك وأبناء أبنائك وأبناء بناتك وبنات أبنائك وبنات بناتك إلى آخره ولد صالح يدعو للإنسان بعد موته هذا أيضا يثاب عليه الإنسان وانظر كيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولد صالح يدعو له ولم يقل: ولد صالح يصلي له أو يقرأ له القرآن أو يتصدق عنه أو يصم عنه لا ما قال هذا مع أن هذه كلها أعمال صالحة بل قال: ولد صالح يدعو له وفي هذا دليل على أن الدعاء لأبيه وأمه وجده وجدته أفضل من الصدقة عنهم وأفضل من الصلاة لهم وأفضل من الصيام لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يدل أمته إلا على خير ما يعلمه لهم ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يعلمه لهم
فلو علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن كونك تتصدق عن أبيك وأمك أفضل من الدعاء لقال في الصدقة ما قال الدعاء
فلما عدل عن الصدقات والصيام والصلاة وقراءة القرآن والمقام مقام تحدث عن الأعمال لما عدل عن هذه الأعمال إلى الدعاء علمنا يقينا لا إشكال فيه أن الدعاء أفضل من ذلك فلو سألنا سائل: أيهما أفضل أتصدق لأبي أو ادعو له قلنا الدعاء أفضل لأن رسول الله هكذا أرشدنا فقال: أو ولد صالح يدعو له والعجيب أن العوام وأشباه العوام يظنون أن الإنسان إذا تصدق عن أبيه أو صام يوما لأبيه أو قرأ حزبا من القرآن لأبيه أو ما أشبه ذلك يرون أنه أفضل من الدعاء
ومصدر هذا هو الجهل وإلا فمن تدبر النصوص علم أن الدعاء أفضل ولهذا لم يرشد النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث بحرف واحد إلى العمل الصالح يجعله الإنسان لوالده أبدا قال الإمام مالك أنه حصلت قضايا أعيان يسأله الصحابة هل يتصدقوا عن أبيه وهو ميت وعن أمه وهي ميتة فيقول: نعم لا بأس لكنه لم يحث الأمة على ذلك ولم يرشدهم إلى هذا لكن سئل في قضايا أعيان سعد بن عبادة رضي الله عنه سأله هل يتصدق بحائطه يعني ببستانه عن أمه بعد موتها قال الرسول: نعم وجاءه رجل قال: يا رسول الله إن أمي أفتلتت نفسها يعني ماتت بغتة أفأتصدق عنها قال: نعم لكن ما أراد أن يشرع تشريعا عاما للأمة قال: أو ولد صالح يدعو له نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ولوالدينا وللمسلمين جميعا . الشيخ : محمد بن صالح بن محمد العثيمين
بيان أفضل ما يفعل للميت بعد وفاته الميت في حاجة إلى الدعاء والصدقة ، وأحسن ما يفعل مع الميت الدعاء له بظهر الغيب الدعاء له والترحم عليه ، وسؤال الله سبحانه أن يغفر له ، ويتغمده بالرحمة ، وأن يعفو عنه ، ويرفع درجاته في الجنة ، ونحو هذا من الدعاء الطيب والصدقة ، كذلك بالنقود وبالطعام وبالملابس وبغير هذا من أنواع المال ، كل هذا ينفع الميت ، وهكذا الحج عنه ، وهكذا العمرة عنه ، كل هذا ينفع الميت ، وإن كان عليه دين وجب البدار بقضائه من ماله إن كان له مال ، وإن كان ما له مال شرع لأوليائه وذريته وقراباته أن يوفوا عنه ، الوفاء عنه من أعظم الصدقات عليه ، كل هذا مطلوب ، أما القراءة فلا ، لم يأت ما يدل على شرعية ذلك ،
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن القراءة تنفع الميت ، ولكن ليس عليه دليل ،
فالأولى ترك ذلك ، لأنه ليس هناك دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه في أن القراءة تصل الميت ، وأنه يقرأ له ويثوب له ، هذا ليس عليه دليل واضح ، فالأولى والأفضل والأحوط ترك ذلك ، ولكن
يدعى للميت ويستغفر له ، ويترحم عليه ، ويتصدق عنه بأنواع المال ، ويحج عنه ويعتمر عنه ، ويقضى عنه الدين ، كل هذا ينفع الميت ، ويأجر الله هذا وهذا ، الميت ينتفع والفاعل من الأحياء يؤجر على ذلك أيضا ، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله قال : إن أمي ماتت ، فهل لي أجر إن تصدقت عنها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم فالصدقة عن الميت تنفعه بإجماع المسلمين ، وهكذا الدعاء له بإجماع المسلمين ينفعه ، والله المستعان . فتاوى نور على الدرب
اللهم اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إذكـــــــــــ الله ــــــــــروا