هناك الكثير من الأقوال التي نأخذها كمسلمات وتبدو في ظاهرها الصحة بينما نجد عند التمحيص أنها زائفة ولا يسندها أي دليل من التاريخ أو الواقع .
وكمثال على ذلك مقولة : دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة
فهذه المقولة - المنسوبة دون سند صحيح لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه - وإن كانت العاطفة تغلب عليها وتدغدغ المشاعر إلا أنها عند التدقيق لا تصمد أمام وقائع التاريخ وشواهده .
فالذي يحدث هو العكس تماماً !
استعرضوا التاريخ فلن تجدوا أوقات العدل إلا ومضات خاطفة في مسيرة البشر ... ولو استعرضنا تاريخنا العربي والإسلامي فلن نجد إتفاقاً على سنوات العدل إلا في زمن الخلافة الراشدة التي لم تدم إلا حوالي 40 سنة ثم سنتان هي زمن خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله .. أما ماعدا ذلك فأقرأوا التاريخ جيداً إلى وقتنا الراهن لتجدوا اتفاق المؤرخين على تفشي الظلم وإن بنسب مختلفة ولكنه شائع تزخر كتب التاريخ بشواهده .