في محاولة منها لإبراز وجودها بالمنطقة، وتحجيم دور روسيا وجيش الأسد، قامت طهران ببعث رسائل تعلن من خلالها سيطرتها على الوضع، كنشر صور لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في حلب، أو بإعلانها رهن إجلاء أهالي حلب مقابل تحرير عناصرها الشيعية. وعلى الجانب الداخلي، تحاول الدولة الإيرانية من خلال منابرها الدينية إقناع الشعب بذلك؛ حيث اعتبر محمد إمامي كاشاني إمام خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة الإيرانية طهران، أن حلب لم تسقط وإنما "تحررت وانتصر المسلمون فيها على الكفار وعلى أيادي السفياني والدجال"، متجاهلًا آلاف الضحايا الأبرياء الذين سقطوا على أيدي الميليشيات الإيرانية المتطرفة وقوات الأسد. وبحسب قناة "العالم" المقربة من إيران، هنأ خطيب جمعة طهران بتقدم قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له في حلب، زاعمًا أن هذا "الانتصار تحقق نتيجة الصمود والتصدي، مما يتطلب من فلسطين الصمود والتصدي لتنتصر". وقال خطيب جمعة طهران إن العصر الراهن هو عصر الدجال والسفياني الذي تحدثت روايات أهل البيت عنهم، موضحا أن "الدجال هم الأمريكيون والصهاينة والتكفيريون وداعش هم السفياني، فهؤلاء يقرأون الإسلام بشكل معكوس،" بحسب زعمه. وكانت قوات المعارضة السورية توصلت إلى اتفاق مع نظام الأسد برعاية روسية– تركية يقضي بخروج قوات المعارضة وعائلاتهم من حلب، وذلك بعد تضييق الخناق عليهم واشتداد القصف الجوي والمدفعي على المحاصرين في حلب الشرقية. وتعرضت قافلة لإخلاء المدنيين المحتجزين في أحياء حلب الشرقية إلى إطلاق النار من قبل ميليشيات شيعية إيرانية ولبنانية معترضة على الاتفاق الذي تم بين قوات المعارضة ونظام الأسد برعاية روسية- تركية. وقالت قناة الجزيرة، أمس الجمعة (16 ديسمبر 2016)، إن إحدى قوافل المدنيين المحتجزين عادت للأحياء المحاصرة بشرق حلب، فيما سقط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين برصاص ميليشيات إيرانية عرقلت خروجهم من حلب. وتوقف اتفاق إجلاء المدنيين منذ أمس الجمعة، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن إعادة استئنافه بشروط جديدة اليوم السبت.