كما أنت دائماً
لا تنظر إلى الأمس
ولا تفكّر في الغَد
تعيش فقط ليومك تتلمس ما بين يديك
هكذا جعل منك سوق المال
إنسان مادي جشع بلا ضمير
تربح على حساب الآخرين
بمضارباتك المخادعة
والتي مسحت الرحمة من قلبك
فأنت تتلذذ بخسائر ضحاياك الذين تصطادهم
كما تصطاد العناكب الحشرات حين تعلق بشباكها
تنظر اليها وهي معلقه يلفها الانتظار المميت
فتصيبك نشوة تحقيق الأهداف
لتعيد الكرَّة تلو الكرَّة من جديد
هكذا انت دائماً
حتى في حياتك البعيدة عن الشاشات
تحولت إلى مضارب لحظي في كل شيء
فقد انعكس سلوكك السوقي على شخصيتك
الى سلوك عام تتعامل به مع الخاصة والعامة
بكل تعاملاتك
فسوق المال جعلك بلا مباديء
لا تعترف بالقيم ولا المثاليات
ما أن تسنح لك الفرصه حتى تبادر بانتهازها
دون مراعاة لأي شعور إنساني قد يشعرك بالذنب
ففي سوق المال
جبلت على كسب المال بطريقة اللصوص
فأنت قاطع طريق مهنتك الانقضاض والسلب
سلب الأموال ونهبها من أصحابها
ولكن بطريقة عصرية حديثة
هل تعلم أيها الصعلوك المتوحش
أنك مهما بلغت من مبلغ في هذا السوق
فلن تنتهي الى شيء
فالطريقة التي تكسب بها مالك
هي ذاتها الطريقة التي عمل بها كل السُّراق
فلا بركة في المال الحرام مهما تضاعف
فنصيحتي لك أيها المختوم على قلبه
طهر مالك وخذ ما لك منه
واخرج من هذا التيه الذي لا نهاية له
فالماء الذي تراه في صحراء الربع الخالي
ما هو الا سراب
والعاقبة للمتقين