السعودية: جيولوجيون يحذرون من نشاط 12 حقلاً بركانياً المدينة المنورة - «الحياة»
في طريقه بين المدينة المنورة ومكة المكرمة يتوقف مسعود الجهني بشاحنته «الدينا» عند وادي فاطمة، وقريباً من حرة رهاط، يوزع نظراته على نحو 700 فوهة بركانية، يحمد الله على أن هذه الفوهات خامدة، لكنه سرعان ما يتدارك بالقول: «الله أعلم متى تخرج حممها».
وأشارت المصادر التاريخية إلى وقوع انفجار بركاني وتدفق الحمم في حرة رهاط، والتي تغطي مساحة تقدر بنحو 20 ألف كيلومتر مربع، في العام 1256، لافتة إلى أن المنطقة لا تزال تشكل خطراً بسبب وجود نشاط زلزالي منخفض، وفق ما أوردت هيئة المساحة الجيولوجية.
عند مروره قريباً من حرة خيبر يشير الجهني إلى أكثر من 400 فوهة، في المنطقة، والتي يعتقد أنها تكونت منذ عهد «الأوليجوسين» و «الميوسين»، أي قبل نحو 25 مليون سنة. وتضم المملكة عدد كبير من الحرات، تُقدر بـ12 حقلاً بركانياً غالبيتها في الجزء الغربي من البلاد.
ويطلق على تجمع البراكين وطفوحها «الحرات»، ويعتقد أن الاسم مشتق من الحرارة والانصهار. والحرة هي حقل واسع من صخور اللابة البركانية، وتظهر عموماً على شكل براكين ومخاريط بازلتية.
وعلى رغم توقعات الخبراء والباحثين الجيولوجيين بعودة النشاط إلى المملكة، في ضوء دراسة أجريت على موجة الزلازل التي وقعت على بعض مناطقها، لا تزال السعودية تشهد أمناً واستقراراً منذ أكثر من 700 عام، بعيداً من ثورة الانفجارات وتدفق الحمم.
إلا أن حرة الشاقة (لونيير) الواقعة إلى الشمال من مدينة ينبع، شهدت في العام 2009، زلزالاً متوسطاً، ويصفها الجيولوجيون بأنها «حقل من الطفوح البركانية البازلتية»، إذ رصدت هيئة المساحة الجيولوجية فيها حشوداً من الهزات في العام 2007، بلغت نحو 30 ألف هزة. إلى جانب حرة عويرض وهتيمة وكشب، وحرة نواصيف.
وأفادت الهيئة بأن الوجود الكثيف للطفوح القاعدية والفلسية والمخاريط والقباب التي لم تتأثر بالعوامل الجوية، يعكس نشاطاً بركانياً واسعاً في التاريخ الجيولوجي الحديث «الموثق بالعمر الإشعاعي للصخور والسجلات التاريخية».
ولا يستبعد علماء في الجيوفيزياء أن تثور براكين شمال غربي السعودية، مسبوقة بحدوث موجة من الزلازل الصغيرة والمتوسطة، ما يهدد بتكون بركان جديد. إلا أن باحثين أميركيين وسعوديين استبعدوا احتمال حدوث زلزال كبير أو بركان، موضحين أن ذلك «ما زال متدنياً» في المنطقة، وفقاً لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في وقت سابق.
وفي خطوة لتثقيف السعوديين عن الزلازل والبراكين، يقدم معرض «عالم الجيولوجيا وكنوزها» حالياً، عرضاً تثقيفياً مرئياً عن النشاط الزلزالي والبركاني في السعودية، وتوزيع محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، وكيفية تسجيل الهزات الأرضية، فيما تضمن العرض توزيع الحرات في منطقة الدرع العربي. ويتيح المعرض في محطته الثالثة في مدينة الخبر، لزواره إمكانية مشاهدة الحرة، من خلال مجسم يوضح الشكل الحقيقي لأهم الفوهات في المملكة.
والبراكين وفق تعريف هيئة المساحة الجيولوجية، هي عبارة عن تضاريس برية أو بحرية تنبعث منها مواد منصهرة حارة، تصاحبها أبخرة وغازات من أعماق القشرة الأرضية، من خلال فوهات أو شقوق، وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب وفق نوعها لتشكل أشكالاً أرضية مختلفة، مثل التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية.
ويتكون البركان من أربعة أجزاء رئيسية، وهي المخروط، والفوهة، والمدخنة، واللوافظ الغازية. وتنشط الانفجارات عند تدفق الصخر الأحمر الحار من أعماق جوف الأرض، ويصاحبها سقوط الأمطار وأضواء كهربائية، نتيجة الاضطرابات الجوية، فيما يقسم العلماء هذه الانفجارات إلى أنواع مختلفة، وثلاثة منها رئيسيـة وهي: الهاواي، السترومبولي، والبليني.
وفي الفترة الأولى من الثوران، ينبثق حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام ومواد منصهرة، إلى جانب غازات متعددة، وأهمها الهيدروجين والكلورين ومركبات الكبريت والنيتروجين ومركبات الكربون والأوكسجين، والتي تنبثق بكميات عظيمة مكونة سحب هائلة.
إضافة إلى انبثاق «اللافا» من الفوهة، وهي عبارة عن كتل سائلة تتراوح درجة حرارتها بين 800 و1200 درجة مئوية، تخرج من خلال الشقوق والكسور التي تنشئها الانفجارات في المخروط.
وحول علاقة درجة حرارة الأرض بالبراكين، أظهرت دراسة سابقة أن الثورات الصغيرة تساعد في تفسير تباطؤ ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي يشهدها القرن الحالي، من طريق حجب أشعة الشمس، وتعويض الارتفاع في انبعاث الغازات الحابسة للحرارة إلى مستويات قياسية.
---------
كما رصدت عدة زلازل في عمق البحر الأحمر ،
نسأل الله السلامة للوطن والمواطن ،