قبل أن أبدأ الموضوع : هذا الموضوع لم أكتبه بقصد النقاش، وإنما بقصد فائدة القراء، لذا أرجو من الأعضاء عدم المداخلات ولو بعبارة شكر، حتى لا يتشتت الموضوع وتضيع فائدته .
وما كان منه في الدين فلن يخرج عن قول أهل السنة والجماعة، وإن تعجبت واستغربت من معلومة، فلا تعترض أو تستفسر عنها هنا ، وإنما ابحث عنها، فاعتراضك بلا علم ربما يؤدي بك إلى الطعن في علماء أخذوا بالقول الذي تعجبت منه .
وسأحاول الاختصار بقدر الإمكان حتى لا يمل القارئ ، وفي بحثك تكتمل فائدتك
وأبدأ مستعينًا بالله :
قول : ( لا إنكار في مسائل الاجتهاد ) أصح وأدق من قول: ( لا إنكار في مسائل الخلاف )
الخلاف منه خلاف معتبر وخلاف غير معتبر
وليس كل خلاف جاء معتبرًا **** إلا خلاف له حظ من النظر
ويُقصد بمسائل الاجتهاد : المسائل التي اختلف فيها العلماء لعدم وجود نص صريح، أو كان النص محتمل، أو تُوهم معارضته لغيره في الظاهر، أولم يكن فيها إجماع أو قياس جلي .
فمثل هذه المسائل لا يُنكر فيها على المخالف، ولا يعني عدم الإنكار الكف عن النقاش فيها بين العلماء وطلبة العلم .
أما المسائل التي فيها معارضة لنص صريح أو إجماع، فهذه يُنكر على المخالف فيها .
فلو قلنا كل المسائل المختلف فيها لا يُنكر على المخالف فيها، لضاع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و لانتشرت البدع .
واختلاف الصحابة رضي الله عنهم هو من النوع الأول .
فالبعض يظن أنه طالما أن المسألة فيها خلاف، فلا نحجر على من يأخذ بالقول الخاطئ ، ولا ننكر عليه ، وربما قال : أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا ، وعندما تنظر إلى المسألة التي يتكلم عنها لا تجدها من النوع الأول .