الليلة جايب لكم سالفة حصلت قبل عدة عقود من السنوات لرجل وزوجته وبنت لهم ، كان هذا الرجل يسكن في احد القرى وكان لديه اغنام يقتات على حليبهاهو وزوجته وبنته ، وكانت ابنة الرجل بنت جميلة والرجال وزوجته كبار في السن وبنتهم هي اللي تخدمهم وترعى لهم الغنم ، وتقوم على خدمتهم ورعايتهم ، وقد كبرت البنت في السن ، ووالدها رافض ان يزوجها الا لمن يآتي له بخادم ، يقوم بخدمتهم هو وزوجته ويقوم برعايتهم ، وكان في ذلك الزمن لا يوجد عمال ، وانما يوجد عبيد ، يشترون من الاسواق للخدمة ، فكلما تقدم للرجل احد يخطب منه بنته ، اشترط علاه ان يكون مهرها خادم يملكه ويقوم بخدمته هو وزوجته ويرعي لهم اغنامهم ويقوم بالاهتمام بهم ، وكان في ذلك الزمن ، زمن العبودية ، المملوكين قليلين ، ولا يوجودون الا في اسواق النخاسة ، وهذالرجل ليس له اقارب ، يذهبون الى الاسواق ليشترون له عبد يخدمه ، وكان يوجد رجل في القرية قد اعجبته البنت وارد ان يتزوجها ، فقال لابو البنت ، انا ابا اجيب لك عبد يخدمك انت وزوجتك ، وزوجني بنتك ، قال الرجال ، اذا جبت العبد ، ازوجك البنت ، وراح الرجال يفكر كيف يجيب له عبد ومن فين يجيب العبد ، المهم سآل الناس اللي في القرية عن مكان سوق العبيد ، فأخبره بعض كبار السن بمكانه وكان المكان بعيد عن قريتهم ، وحيث ان هذا الرجل قد اعجبته البنت ووقع حبها في قلبه ، قرر أن ياتي بعبد لوالدها لكي يتزوجها ، فعقد العزم على ان يذهب الى تلك المدينة والى سوق النخاسة ويشتري عبد ويجعله مهر لتلك الفتاه ويتزوجها ، جهز راحلته للسفر ، وأخذ كلما يحتاجه من مؤنه وماء ، واتجه الى تلك المدينة لكي يشتري عبد ويقدمه مهر لمحبوبة قلبه.
استمر في سفره لعدة ايام ، ولم يبلغ الى تلك المنطقة ، وقد نفذ زاده ، واثناء سيرة لحقه التعب والجهد ، واحس بالجوع ، فبداء يبحث عن اي احد يسكن في تلك الديرة ، وبعد غروب الشمس ودنو الليل ، رآى بيت شعر وقد اشعلت عنده نار ، فقرر ان يضيفهم ، وينام عندهم ، ويحصل منهم على زاد يبلغه بقية سفره .
وعندما اقترب منهم ، واذا برجل يقوم من عند النار ويختفي بسرعة داخل بيت الشعر ، فتوقف الرجل ، ونادى يا اهل البيت ، هل تضيفون الضيوف ، فقامت امرآة كانت تجلس بجنب النار وقالت انتظر مكانك ، واتجهت اليه وقالت له روح الى ذلك المكان ، وكان المكان بعيد عن البيت ، وجات له بفراش وحطب وقربة ماء ، وقالت انها امراءة ليس لديها رجال في البيت ، وانه يجب عليه ان يقوم بعمل قهوته وعشاه بنفسه ، وجات له بشعله من النار واشعلت الحطب ، ثم جات له بأدوات القهوه ، وكان المكان بعيد عن البيت ولا يكاد يرى من يجلس بجوار النار اللتي عند البيت ، الا انه متأكد ان المراءة تخفي امراً ماء ، ومتأكد انه يوجد عندها رجل في البيت ، ثم ما لبثت المراءة وقت طويل حتى وعادت اليه ومعها قدر ، ووضعته عنده وكان في داخل القدر لحم وقالت له ان هذ لحم غزال ، وقالت له سوي عشاك وتعش عشاك ، وذهبت الى البيت ، ثم اطفاءة النار اللتي كانت مضاءة عند البيت .
وضع الرجل قدرة على النار ، ويجلس ينتظر عشاءه ينضج ، وقد غفى في النوم من شدة التعب والارهاق ، وقد نهض مذعور على صوت رجل واقف عند راسه وهو يقول له انهض وموجه بندقيته الى راسه ، فنهض وقال له الرجل من انت وماذا تعمل هنا ......