أعزاءي وعزيزاتي المتابعين لقصص عاشق القمراء ، مثل ما أنتم خابرين من سىوالف عاشق القمراء أنه من محبي الصيد والبر ، فما يمر أسبوع الا ويطلع مع خوياه للبر ، فبعض الطلعات تكون في البر القريب وبعضها في أماكن بعيدة داخل المملكة ، وبعض من مقانيصنا خارج المملكة في عدة دول ، وكما تعلمون أن البر الموحش ، لا يكاد يخلو من وحشوش وسباع ، والقفار الخالية البعيدة عن الناس ما تخلا في بعض الأحوال من وجود الجن والأهوال .
فلقد تعرضنا خلال رحلاتنا في الخلاء الخالي إلى كثير من المحن والبلاوي ، فلدي قصص كثيرة عن رحلاتنا ومغامراتنا في البر يقف من سماعها شعر الرآس ويقشعر البدن .
وحيث أنني قد تعودت على قص قصص مقناصنا ورحلاتنا أنا وخوياي في المجالس ، وقد نالت إستحسان المستمعين حتى غدت قصصي لها محبين ومحبات ، وقد طلب كثير من محبي قصص أن أدونها في مطبوعات .
وحيث أن هذا المنتدى الحبيب إلى قلبي بمن فيه من أدباء من رجال ونساء ومتذوقين للقصص العصماء من أصحاب الذوق الرفيع ، اللذين يحبون الكلام البديع ، فقد قررت أن أقص عليهم قصصي في حلقات وهي قصص كثيرة ، وقصصي موجهه إلى الثقات ، ولا يهمني تعليق الأمعات اللذين يعتبرون أحياء بعقول أموات .
فهذه القصة اللتي أحكيها لكم الليلة قد حدثت لنا قبل عدة سنوات :
فقبل كم سنة هطلت أمطار على جبال في الشمال وذهب لها واحد من خويانا قريب من المنطقة اللي نقنص لها عساس ، وأتصل علي وقال ، الجبال اللي دائم نقنص لها جاها مطر وسيول سالت فيها الأودية من الجال إلى الجال ، قبل أسبوعين وبداء ت أوراق الأسجار في الأخضرار ، والفياض صارت بساط أخضر ، بعد هطول المطر ، ومافية أحسن من هالوقت للتمشية والمقناص ، وأقترح عليكم أنكم تجون لها ونقنص فيها ، فقلت له يصير خير أن شاء الله ، أبا أتصل على خويانا وأشوف رآيهم ، وأرد لك خبر .
أتصلت على خويانا وقلت لهم ماودكم نتمشى للديرة اللي أنتم خابرين دائم نقنص لها ، أيش رآيكم نروح لها ونتمشى ونوسع صدورنا .
وافقوا كلهم ، حيث أنهم يحبون المقناص وجلسات البر ، ولاستجام في الخلاء الخالي ، بعيد عن زحمة الناس ، ووجع الراس .
قررنا نمشي فجر الخميس ، وأستعدانا وجهزنا سيارتنا بجميع أغراضنا ، وأتصلنا على خوينا ، وقلنا له حنا الآن ماشين لك في الطريق ، وعزبتنا جاهزه وأنت عليك أنك تجهز لنا ذبيحة وجهز الشاص وأخذ معك الخيمة والفرش و حبال وماء وعب البرميل بنزين وباقي الأغراض نجيبها معانا .
قال لنا سمعاً وطاعة ، اللي ودكم به تبشرون به .
مشينا وصلينا صلاة الظهر في الطريق ، ومرينا مطعم مندي ، وتغدانا فيه ، وعبينا بنزين في سيارتنا وكملنا الأغراض اللي ناقصة علينا ، وبعد صلاة العصر وصلنا خوينا ولقيناه جاهز ومجهز السيارة والأغراض اللي علمناه بها.
مشينا بعد صلاة العصر من عند خوينا وقبل غروب الشمس وحنا مقبلين على الجبال ، ونشوف رؤوس الجبال اللي نبي نقنص فيها ونخيم بهاوقد عكست ضوء الشمس وقت غروبها ، وأمسى علينا الليل وحنا ما قد وصلنا لها ، وبعد ما دخلنا مع الطريق الصحراوي لها من الخط العام ، الا والخط اللي نعرفه دافنته السيول ومافيه له أثر ، والليل قد أظلم علينا ، وصرنا نمشي مع غير خط ، وتضيعنا وبقينا وحنا ضايعين حتى أنتصف الليل ، وتعبنا ، وما نعرف وين حنا رايحين ، وقررنا أنا نوقف في المكان اللي حنا فيه وإذا أصبح الصباح نعرف مكاننا.
ونزلنا فراشنا وعزبتنا ، وسواقنا قهوتنا وطبخنا ذبيحتنا. وجلسنا نسولف وليا في ريحة عطر قوي تفوح علينا ، وقال واحد من خوينا من اللي فيكم يرش عطر ، وكل واحد قال ماهو أنا ، ودخل فب قلوبنا الخوف ، من اللي يرش عندنا عطر وسمينا بسم الله ، وتعشينا ، وكل واحد منا فرش فراشه وتلحف لحافة ، الا وفيه طير يحوم علينامن قريب وودة ينزل علينا وجنحانه لها وحيف ، قال واحد من خويانا هذا خفاش من خفافيش الليل ، لا تخافون ناموا .
أستسلمناللنوم ولا قومنا الا وسيارتنا يشتغل محركها ، وحنا نقوم كلنا ، ونطالع في بعضنا ، قلنا من شغل السيارة ....