قارب الخمسين عام والنعم تتوالى على هذه البلاد وتزود وتزدهر ولذلك ماقبل عام 1380 هجري كانت الناس في فقر وعوز ولهم قصص عجيبه في جوعهم وقلة ذات اليد لديهم وضعف في الوسائل المتوفرة وأما مابعد هذا التاريخ ظهرت الخيرات وتدفق الخير لهذا البلد فلقد حبانا الله من النعم التي لاتعد ولاتحصى من الأمن ورغد العيش وتنوعه وتطور في الوسائل والتقنيات وتسخيركثير من البشر لخدمة أهل هذه البلاد وهم اقدم حضاره وعلما منا ومازالت ولله الحمد في ازدياد وتطور وهذه النعم بحاجة الى الشكر والثناء على الخالق لتدوم وتزود قال تعالى (وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ولذلك الغالب منا ولد في هذه النعم وعاش فيها والكثير لايميز هذه النعم او يغفل عنها لأنه ولد وهو يشاهدها وصارت جزء من حياته بل تجد الكثير متأفف وساخط وعابس الا من رحم الله وهذه هي مهمة ابليس ان يصد الناس عن الشكر لأهميته ، وأن يصرِفَهم عنه، قال تعالى (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ولهذا كان من دُعاء الأنبياء: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) وقال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)